من يتابع الأخبار اللبنانية، حتى قبل بداية الحرب الأهلية يدرك جيدا أنّ لبنان عانى وما زال من أزمة كهرباء حادة نسفت اقتصاده وأوصلته الى حافة الهاوية، أمّا اللبنانيون الذين يدفعون فاتورتين للكهرباء ينتظرون بفارغ الصبر انهاء هذا الملف الذي جاهرت به الحكومات المتعاقبة ولكن من دون جدوى! اليوم، باتت المعادلة واضحة فامّا الاتفاق على معالجة قطاع الكهرباء والشروع بالاصلاحات المطلوبة أو سحب التمويل الدولي و"تطيير" سيدر. لم تنتظر وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني طويلا لتقديم خطتها الكهربائية والتي وصفها البعض بالخطة الجديدة – القديمة، نظرا للاقتراحات التي تضمنتها والتي سبق أن طرحت منذ أن كان الوزير جبران باسيل وزيرا للطاقة وابرزها بواخر الفيول والتي تستند اليها الخطة كمرحلة أولوية، الامر الذي لاقى اعتراضا لاسيما من قبل القوات اللبنانية، ما أعاد "كهربت" المواقف بين القوات والتيار وصلت الى حدّ اتهام القوات "المعرقلة" بـ "قوات العتمة".
فكيف تقرأ القوات اللبنانية بين سطور خطة الكهرباء وما هي ملاحظاتها؟ نفت مصادر القوات اللبنانية أن تكون ضدّ الخطة المقدمة برمتها، لكنها بالمقابل رأت أنّ الكلام الجميل و"الخطط الفضفاضة" لا تكفي، انما المطلوب اليوم هو خطوات عملية تتجسدّ بالذهاب مباشرة نحو التنفيذ والتطبيق، وعليه وضعت أربع ملاحظات على الخطة أتت على الشكل التالي:
الملاحظة الأولى، "لا يجوز زيادة الانتاج بظل الهدر الموجود"، لان اي زيادة للانتاج ستؤدي حكما الى مزيد من العجز، لذلك ترى القوات أنه من الضروري البدء بمعالجة الهدر التقني وغير التقني، والا سنكون أمام انتاج مزيد من العجر.
الملاحظة الثانية، ترى القوات أنه يجب الذهاب فورا نحو الخيارات الدائمة والثابته، من دون العبور بالخيارات "قصيرة الأمد".
الملاحظة الثالثة، ادارة المناقصات بشفافية مطلقة.
الملاحظة الرابعة، الخطوة الأخيرة والأهم برأي القوات هي تنظيم القطاع مؤسساتيا لتواكب تنفيذ خطة الكهرباء، وذلك عبر تشكيل مجلس ادارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان وهيئة ناظمة.
في اي حال فإن الثلاثاء المقبل سيكون الاجتماع الأخير للجنة الكهرباء على ان تقرّ في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، فهل سيؤخذ بملاحظات القوات وغيرها من أطراف اللجنة على الخطة ام سيتقر كما قدمتها الوزيرة بستاني؟!
