خاص - قبل قداس الدير.. عطالله: انا بطل!

  • شارك هذا الخبر
Saturday, March 23, 2019

خاص - الكلمة اونلاين

تحت عنوان التوبة والمغفرة يقام قداس في دير القمر على نية انفس شهداء الجبل الذين سقطوا يوم ١٦ آذار ١٩٧٧ في المجازر التي ارتكبت في أعقاب اغتيال الزعيم الدرزي كمال جنبلاط .

غداً سيجلس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أمام مذبح كنيسة سيدة التلة والى جانبه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. هذا القداس يعتبر تكريساً للمصالحة بين الاشتراكي والتيار حصراً، بعدما حصلت المصالحة التاريخية عام ٢٠٠١ برعاية البطريرك مار نصرالله بطرس صفير.

لاشك ان لاهالي شهداء ١٦ آذار حق اعتذار وتوبة كي يسامحوا ويطووا صفحة أليمة، ومن بين هؤلاء وزير المهجرين غسان عطالله صاحب الدعوة الى هذا اللقاء والقداس.

مصادر قريبة من الاشتراكي ترى ان قداس دير القمر تكملة في مسيرة المصالحة التي تمت مع البطريرك صفير وليست المرة الأولى الذي يقوم جنبلاط بخطوة من اجل تعزيز المصالحة بهدف إقفال ملف المهجرين بشكل نهائي.

اما صاحب الدعوة الوزير غسان عطالله فاعتبر في حديث لموقع "الكلمة اونلاين" ان قداس دير القمر ليس له علاقة بالمصالحة التي تمت عام ٢٠٠٢ ولا بالسياسة ولا بالانتخابات النيابية المقبلة، فقال: "انا كوزير للمهجرين وابن احد اهالي ضحايا ١٦ آذار المئة والسبعة عشر أقوم بخطوة تاريخية جريئة من اجل أنصاف هؤلاء لكي نقول لهم اننا لن ننساهم، وذلك من اجل إقفال ملف المهجرين نهائياً"، معتبراً ان الخطوة لاقت تجاوباً كبيراً في الجبل من الدروز والمسيحيين، لاسيما من قبل رجال الدين الذين قالوا له: "يا بطل!".

عطالله أنحى باللائمة على من وصفهم بالفاشلين الذين لم يحققوا شيئاً بعد حوالى عشرين سنة على المصالحة، معتبرا ان جنبلاط يتعاطى مع هذا الأمر بجدية وصدق بمجرد قبوله بهذه المبادرة تحت عنوان التوبة والغفران.

في اي حال مهما حاول الوزير التخفيف من وطأة الشعبوية والاستثمار السياسي الا ان مصادر في الجبل لم تستبعد خلفية هذين العاملين، واذا صحت المعلومات المتداولة في الجبل فان جنبلاط حاول جاهداً إقناع كوادره بالمشاركة في القداس وتأمين حشد، فالقاعدة الاشتراكية تعتبر ان المصالحة قد تمت مع البطريرك صفير والقوات اللبنانية في العام ٢٠٠٢، "... ولن نمنح استثماراً مجانياً الى التيار الوطني الحر" لكن هذا الجو سرعان ما يضمحل بعد كلمة الرئيس.

وفي إطار التحضير للقداس اقترح التيار الوطني الحر دعوة كل من النائب طلال ارسلان ورئيس حزب التوحيد وئام وهاب الى القداس الا ان رفض جنبلاط كان صارماً في هذا الإطار، اذ قال لمحدثيه: "اذا أردتم مجيء طلال ووئام عملوا مصالحة معهم"، في إشارة الى انه يرفض المشاركة في اي شيء بحضورهما، ما حدا بقيادة التيار الى التراجع عن دعوتهما.

مهما كانت دوافع القداس، سياسية او شعبوية او انتخابية او مصلحية، فان تعزيز اواصر العلاقة بين ابناء الجبل هو الأساس لان وحدها تستطيع إقفال ملف المهجرين نهائياً وتمنع عودة السيناريوهات القديمة في المدى البعيد.


الكلمة اونلاين