خاص- لماذا تفكر هالة صدقي في افتتاح مشروعها الخاص بعيداً عن الفن؟

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 22, 2019

خاص- الكلمة أون لاين

منة محمد

فنانة الجميع يشيد بمجهوداتها وإسهاماتها طوال مسيرتها الفنية الحافلة وأخيراً قررت الدولة تكريمها في مهرجان شرم الشيخ السينمائي، وهو التكريم الذي وصفته الفنانة هالة صدقي "أنه جاء في الوقت المناسب"، وترى أن موهبتها أكبر بكثير مما قدمته على الشاشة ولكن هناك ظروف كثيرة حالت دون خروجها بشكل كامل، وتعترف هالة صدقي بسعيها لتأسيس مشروعها الخاص بعيداً عن الفن كي تحافظ على تاريخها واحترام جمهورها وتبين السبب في حوارها التالي مع "الكلمة أونلاين":



** بصراحة هل تكريمك بمهرجان شرم الشيخ السينمائي جاء في وقت مناسب بالنسبة لك أم أنه تأخر كثيراً مقارن بمسيرتك الفنية الطويلة؟
أنا بصراحة لا ألتفت كثيراً لمسألة التكريمات أصلاً ، فمن الأمور اللطيفة في الحياة أن يتم تكريم الإنسان على مجهوداته وتاريخه ومسيرته، لأن التكريم يكون معناه الضمني "شكراً" وبالتالي يشعر الإنسان بالسعادة عند تلقيه أي تكريم، وخصوصاً لو كان هذا التكريم من الدولة وأجهزتها طبعاً، ولكن على الناحية الأخرى فإني أتلقى تكريمات باستمرار من جمهوري الذي يشيد بأعمالي الفنية، وأكثر ما يهم الفنان هو الجمهور طبعاً، وأحب أقولك أمر آخر وهو أن الفنان يكون التكريم مهماً جداً بالنسبة له وهو في قمة عطائه الفني وليس بعد ما يبلغ من العمر أرذله.

** هل أشعر من كلامك أنك تعتبرين التكريم من الدولة جاء في وقت متأخر لحد ما؟
ردت ضاحكة "لا لم يتأخر أبداً، لأنه مع الأسف في مصر عادة ما يتم تكريم الفنانين وهم على فراش المرض"، وأضافت "الحمد لله إني تلقت التكريم وأنا مازلت قادرة على العطاء وصحتي معافاة، والتكريم من مهرجان شرم الشيخ السينمائي الدولي لفتة طيبة من إدارة المهرجان وعلى رأسهم المخرج القدير مجدي أحمد علي رئيس المهرجان".

** ألا يغريك هذا التكريم السينمائي بالعودة للسينما مجدداً؟
لا أخفي عليك أنني أتمنى العودة مجدداً للشاشة الكبيرة، ولكن في النهاية كي أكون أكثر صراحة معك هناك مشكلة كبيرة وهو أنه كلما تقدم الإنسان في العمر فإن الفرص المتاحة أمامه تقل بالتدريج أيضاً، فهي علاقة طردية لا انفصام بين جانبيها، ووقتها يصبح الفنان أمام خيارين إما يظهر "بالاشتراك مع" أو يظل محتفظا بنجوميته لآخر لحظة، ولو اختار الثاني فإنه بهذه الطريقة يكون قد قرر الخيار الصعب ومن الممكن بسبب قناعته هذه يظل بالعامين دون أي عمل، أما لو اختار التواجد والعمل فإن عليه التنازل والقبول بالاختيار الأول الذي لا أحبذه على المستوى الشخصي.

** يعني فكرة الخيار الأول "بالاشتراك مع الفنانة القديرة..." لا يرضيك إطلاقاً؟
هذا حقيقي، فهو اختيار لا يرضيني ولا أقبله على نفسي، ومن هذا المنطلق فإني أفكر جدياً في افتتاح مشروعي التجاري الخاص بعيداً عن الفن، لأني أحب مهنتي كفنانة فهي موهبتي وعشقي الأول ولن أتنازل فيها أبداً، ولذلك كي أحافظ عليها من التنازلات عليّ البحث عن مشروع خارجي خاص يدر عليّ موارد مالية تمكنني من عيش حياة كريمة وأظل من خلاله محتفظة بتاريخي وفني واحترام جمهوري.

** ألا تجدين أنها تصريحات خطيرة تصدر من فنانة بقدرك؟
أقول هذا لأني إنسانة واقعية، ومع الأسف في مصر لا نولي أهمية لأمور مهمة حتى وإن كانت على وزن كبير وثقل مهم، وأكبر دليل على كلامي هذا أن أغلب نجوم مصر وافتهم المنية وهم شبه مفلسين وبعضهم توفي من الحسرة على نفسه ومن عدم تقدير أحد لهم ولإسهاماتهم الفنية، ولنا دليل على ذلك في سعاد حسني التي عاشت حياتها الأخيرة بصعوبة في لندن بعدما انقطعت عنها الأموال التي ترسلها الحكومة المصرية إليها كي تستكمل علاجها.

** المخرجة إيناس الدغيدي صرحت خلال ندوة تكريمك بالمهرجان أنك موهبة كبيرة لم تستغل جيداً بالشكل المناسب لإمكانياتك.. فهل تتفقين معها أم تجدين أنك قدمت المناسب لكي؟
أتفق معها جداً فيما قالته في الندوة بشرم الشيخ، لأن ما قدمته طوال مسيرتي الفنية لم يستغل سوى 10% فقط من موهبتي، فأنا لديّ طاقة وإمكانيات أكبر بكثير مما قدمته، ولكن بصراحة جزء من هذا الهدر لموهبتي يعود إليّ شخصياً فأنا لست من النوعيات اللحوحة الذين يصروا بشدة فضلاً عن الدأب والمثابرة، فأنا ليست لديّ هذه المواصفات، وبناءً عليه أذكر في هذا الصدد أهمية مدير الأعمال الناجح الذي يعي جيداً ويعرف كيف يسوّق للفنان الذي يتولى أعماله، وللأسف في مصر نحن ليس لدينا مديرين أعمال ولسنا جيدين في فن إدارة الأعمال عكس اللبنانيين مثلاً الذي نجح أغلبهم بسبب مديري الأعمال الممتازين فضلا عن موهبتهم طبعا.

** ألهذه الدرجة مدير الأعمال مهم للفنان؟
بالطبع مهم للغاية، لأن الفنان يكون لديه موهبة جيدة ولكن إدارة الأعمال أمر آخر ومجال آخر لا يستطيعه أي فرد، وعلى رأي المثل "أعطي العيش لخبازه"، وأزعم أنني كفنانة لديّ موهبة كبيرة ففي آخر 3 سنوات شاركت في أعمال كانت ملفتة وهي "حارة اليهود" و "عفاريت عدلي علام" و"ونوس" وكلها أدوار مختلفة كليا.

** صرحت في ندوة تكريمك بالمهرجان أنه تكريم مهم لأنه الأول من الدولة.. معنى ذلك أنه كان مهماً بالنسبة لك التكريم من مؤسسة تابعة للدولة وليس من مؤسسات خاصة؟
لا شك أن تكريم الدولة للفنان مهم جداً لأنه رسمي وليس فيه مجاملات أو محسوبية، وهذا التكريم مهم أيضاً بسبب أن اللجنة الذين اختاروني مكونة من أساتذة عمالقة في الفن والصحافة والإعلام وبالتالي لم يأت بشكل عشوائي.

** ما رأيك فيما يقدم على الساحة الفنية حالياً وخصوصاً في الدراما؟
دعينا نؤجل مسألة التقييم لما بعد رمضان المقبل وما سيقدم فيه من دراما لأنه من المعروف أنه موسم صعب، ولكن دعيني أكن صريحة معك فغياب قطاع الإنتاج التابع للدولة عن الإنتاج الدرامي جعل الأمور تسوء بشكل كبير جداً في هذا المجال المهم، والآن يعتمد أغلب القطاع الخاص على الشباب لبطولات المسلسلات وهذا أجده ليس في صالح هؤلاء الشباب لأن البطولة المبكرة "تحرقه بدري"، أو يعتمدون على نجم سوبر ستار والفنانين حوله المشاركين في العمل مجرد حشو، وبالطبع غياب الدولة أثر على الإنتاج الدرامي جداً، فالآن مثلاً هل يمكن أن تجدين منتجا يصنع مسلسلاً يضم أبطالاً على غرار مسلسل "أرابيسك" بطولة صلاح السعدني أو "زيزينيا" بطولة يحيي الفخراني؟، بالطبع لا، لأنهم سيعتبرون مسلسلاً بهذا الحجم مغامرة في الوقت الحالي غير مأمونة العواقب.

** بصراحة ألم تفكري في الإنتاج لنفسك مجدداً بعد خوضك التجربة في ست كوم "جوز ماما" قبل عدة سنوات؟
لا، ولن أفكر فيها مجدداً أبداً لأن الإنتاج "مش لعبتي" وهو يحتاج لعلاقات قوية وإدارة وليس مجرد أموال تدفع في العمل الفني، واعترف أنها تجربة كانت صعبة عليّ وخسرت بسببها أموال كثيرة ولم أتلقى باقي دفعاتي من بعض المحطات حتى وقتنا هذا.

** معنى ذلك أن فكرة الإنتاج لنفسك عادت عليك بخسارة أكثر من المكسب؟
كسبت جمهور أوسع وخصوصاً الشباب، أما على المستوى المادي فإني خسرت طبعاً بسبب عدم سداد بعض المحطات للأموال رغم أنه تم تسويقه على نطاق واسع وبيعته تقريباً ل7 محطات فضائية، ولكن لأني لست على دراية بالبيع والشراء والمفاوضات فخسرت أموالاً كثيرة.

** ما أكثر ما تحنين له في تاريخك الفني؟
فيلم "الهروب" مع الراحل القدير أحمد زكي، فهو فيلم استثنائي ومهم للغاية، وأحن أيضاً لفيلم "يا دنيا يا غرامي"، ومسلسل "أرابيسك"، فكلها أعمال على مستوى فني عالي وحالة فنية فريدة من نوعها لا تتكرر كثيراً في حياة الفنان.