خاص - ما أكثر شئ يخشى منه عمرو سعد في مسيرته الفنية؟

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, March 19, 2019

منة محمد

فنان يعي جيداً طبيعة كل مرحلة يمر بها، ويعلم ما الذي عليه أن يقدمه، فهو أقرب ما يكون إلى جمهوره، فالفنان عمرو سعد يعلم جيداً أنه بحاجة إلى إظهار نفسه بشكل أفضل في الوقت الحالي ويعي أن عليه تغيير جلده ليعود إلى جمهوره بالجديد وحتى لا تتقلص موهبته أو يتم استهلاكه ووقوعه في فخ كبير، ومن هذا المنطلق يتحدث عن مسلسله الجديد "بركة" هذا العمل الذي طاله التأجيل رمضان الماضي ليصاب سعد بالإحباط ولكنه اكتشف لاحقاً أن المنتج على صواب، وفي الحوار التالي يفصح عن المزيد في صراحة ملفتة:


** في البداية كيف تعاملت مع خروج مسلسل "بركة" من رمضان الماضي؟

طبعاً في بادئ الأمر تضايقت جداً وهذا شعور طبيعي ينتاب أي شخص لو عرف أن عمله الذي تعب فيه كثيراً تم خروجه من الموسم الذي سيعرض فيه، مع النظر أننا كفنانين عندما نتعاقد على عمل ما وخصوصاً لو درامي نعلم متى سيعرض، ولكن تأجيله أصابني بالضيق خصوصاً أن القرار جاء قبل بدء رمضان بأسبوع واحد فقط، وقد جاء هذا القرار من جانب المنتج تامر مرسي لأنه وجد أنه في صالح العمل وقتها تأجيله خصوصاً أنه كان يتبقى عل تصويره الكثير.

** معنى ذلك أن التأجيل كان في صالح المسلسل؟

بالتأكيد نعم، ففي بداية الأمر لم احسبها بهذا الشكل، ولكن عندما تحدثت مع تامر مرسي وجدت أنه محق تماماً، فلو كنا استمرينا في التصوير كنا على أقل تقدير سننتهي 25 رمضان، وطبعاً هذا سينطوي على مجهود مضاعف وتكثيف ساعات التصوير، أما الآن فنحن نعمل بكل راحتنا وبهدوء وروية، ولكي أني تتخيلي أني اجتمعت مرة أخرى مع المؤلف وعدنا صياغة بعض المشاهد المهمة وخرجت أفضل مما كانت.

** لكن كلامك هذا يعني أنك لا تهتم بالتواجد المستمر في رمضان؟

هذا لا يشغلني مطلقاً ولا يفرق معي، فالأهم بالنسبة لي هو كيف أتواجد وليس بعدد ما أقدمه، فما فائدة تقديم مسلسل كل عام ويخرج بعضهم بشكل ضعيف وبالتالي هذا يؤثر على اسمي كفنان، فأنا لست من هؤلاء الفنانين الذين يعملون من أجل التواجد فقط أو من أجل المال، وأنا أكثر ما يشغلني وأفكر فيه هو لأي مدى أؤثر في الناس ولأي مدى لامست الشخصية الجمهور وأثرت فيه، وصحيح أني قدمت شخصيات لم تؤثر بالقدر الكافي في الناس ولكني استفدت منها كنجاح مؤقت.

** ولهذا السبب دائماً ما تختار شخصيات تقترب من الناس؟

لابد أن يحرص الفنان على مدى اقتراب ما يقدمه من الناس لأنه غير منفصل عنهم ويعيش وسطهم. ولا أخفي عليك أنه بعد نجاح أفلام "دكان شحاتة" و"حين ميسرة" شعرت بمسئولية ملقاة على عاتقي بتوصيل هموم ومشكلات الشريحة الأعظم من الناس، وإذا لم أفعل ذلك فإني وقتها سأخون جمهوري، وبمرور الوقت والخبرة اكتسبت أمراً مهماً جداً وهو كيفية إيصال الرسالة وفي نفس الوقت بشكل مسلي، ومن هنا ظهر فيلم "مولانا" الذي هو عبارة عن لغم حملته على عاتقي وفي ذات الوقت خرج بخفة دم، ومسلسل "يونس ولد فضة" أيضاً الذي ناقش قضية مهمة واحتوى على إفيهات كوميدية جميلة لدرجة أن الناس تناقلتها عبر مواقع السوشيال ميديا.

** في حوار سابق لك قولت حرفياً "إنه حان وقت التسويق لنفسك".. فماذا تقصد؟

أقصد أن أي شئ في الدنيا يحتاج لتسويق جيد وإلا لن يعرفه الناس على حق وحتى إذا نجح لفترة فغنه لن ينجح لاحقاً، وأنا لا أنكر أنني في أوقات سابقة خصوصاً بعد نجاح أفلام دكان شحاتة وحين ميسرة، فإنني كنت اختفي ولا استفيد من نجاح هذه الأعمال، وكنت اكتفي بنجاح الأعمال وظننت وقتها أن هذا كافي، ولكن الأيام أثبتت لي بمرور الوقت أني مخطئ، فلابد أن أسوّق لنفسي جيداً.

** ولكن ألم يكفيك نجاح هذه الأفلام بالشكل الملفت للانتباه وقتها؟

بالطبع نجاح هذه الأفلام جزء من نجاحي، ولكن دعيني أكن صريحاً معك فالنجاح كالفرس الجامح لا يتوقف أبداً، فإذا نجحت الآن فعليك أن تستفيد من هذا النجاح، ولكن ما حدث معي أني نجحت ثم انسحبت من الساحة الإعلامية، وبالتالي تضررت، والآن علمت جيداً معنى التسويق.

** من الملفت للنظر اختفاء الدعاية الخاصة بمسلسل "بركة" فنحن لا نشعر هل سيعرض في رمضان المقبل أم لا؟

أنا انتهيت تقريباً من تصويره، وعقب تأجيله المرة الماضية اتفقت مع المنتج تامر مرسي على أن يصنع للمسلسل دعاية مناسبة تتناسب معه سواء ثم عرضه في رمضان أو خارجه، وبعدين دعينا نتفق على شئ، فرمضان لم يعد الموسم الأهم بدليل أن هناك مسلسلات عرضت خارج الموسم ولاقت نجاحاً كبيراً لم تكن لتحققه لو عرضت في ظل زحمة مسلسلات رمضان بعددها الكبير.

** ولماذا تعود لأداء شخصية الصعيدي مرة أخرى؟

هذا كلام غير صحيح، فبركة هو شخص مغترب يعيش في القاهرة من أصول صعيدية، وهذا كل ما يربطه به ولكنه يتحدث المصرية العامة، وحكاية الأصول الصعيدية هذه هي مجرد خلفية كتبها المؤلف عن البطل.

** ألم تقلق من التعامل مع شاب يعتبر المسلسل هو الأول بالنسبة له؟

الموهبة لا تقاس بالعمر ولا بعدد الأعمال، فهذا الشاب جذبني من أول ورقة قرأتها في سيناريو المسلسل، فأنا كأي فنان أفاجأ بمؤلفين شباب يرسلون لي بسيناريوهات ويقولون لي إنها مناسبة، وبعد مرور 8 أشهر على إرساله لي السيناريو، فإني قرأته وجذبني لدرجة كبيرة لأنه وجدته موهوب بحق، وكل حلقة تقود للتي تليها بشكل رائع يجعل المشاهد متحفز لمتابعة المسلسل، وقد استعنت برأي صحفي كبير ومرموق تجمعني به علاقة صداقة، وعندما قرأ بداية السيناريو قال لي بالحرف إنه موهوب وإن عليّ الموافقة على السيناريو، وفي الحقيقة هذا السيناريو جاء لي في وقت مناسب جداً.

** كيف جاء في وقت مناسب؟

لأنه جاء في وقت كنت أريد فيه تغيير جلدي والسعي في طرق جديدة وشخصيات جديدة على الجمهور، لأن الفنان عليه أن يثقل موهبته بكل جديد وإلا سيحصر نفسه في شخصيات محدودة ويستهلكه المنتجون فيها ثم يجد نفسه قد وقع أسيراً لها، وطبعاً لنا أمثلة في فنانين وقعوا في هذا الفخ.

** وما أخبار تصوير فيلم "حملة فرعون"؟

جار تصويره على قدم وساق، وهو الفيلم الذي سيقدمني بشكل جديد للجمهور ويعيدني للسينما بشكل جديد واعتبره فرصة مهمة لي.

** معنى ذلك أن فيلم "كارما" الذي قدمته قبل عام من إخراج خالد يوسف لم يخرج بالمستوى الذي توقعته؟

هذا الفيلم مهم مع مخرج له قدره وجمعتني به أعمال ناجحة ومهمة، ولكن طريقة الدعاية وقتها هي ما سببت الخلاف بيننا لأنه أصر على شكل معين للدعاية وهو ما رفضته وبعض أبطال الفيلم أيضاً، ولكن الحمد لله الأمور عدت على خير.