عبد القادر: الاسد سلّم دفّة القرار لطهران والعراق يتصدى

  • شارك هذا الخبر
Monday, March 18, 2019

في اجتماع هو الاول من نوعه، وبغياب رئيس الاركان الروسي، يُعقد اليوم في دمشق اجتماع عسكري بين رؤساء أركان العراق عثمان الغانمي وإيران اللواء محمد باقري ووزير الدفاع السوري علي أيوب. لقاء يأتي بعيد زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني الى العراق، والرئيس السوري بشار الاسد الى طهران. في الاهداف المعلنة، تستحوذ محاربة الارهاب على الحيز الاهم من اللقاء، إلا ان أجندة القمة العسكرية الثلاثية، التي حيّدت "مركز التنسيق" الرباعي المشترك (يضم روسيا الى جانب الثلاثي) عن الواجهة، تحفل بالمشاريع الاقتصادية والسياسية، فالى جانب تأمين الحدود السورية- العراقية، تضغط طهران لتفعيل خطوط النقل البري التي تصلها بالمتوسط في محاولة للالتفاف على العقوبات الأميركية. فالاهتمام الايراني بميناء اللاذقية على الساحل السوري، لم يعد مجرد شائعات، إذ يتردد بأن طهران لن تنتظر حتى تشرين الاول موعد تسليمها إدارة الميناء لمباشرة نشاطها التجاري، إذ بدأت فعلا بنقل البضائع اليه. اضافة الى مشروع بناء خط السكك الحديدية بين منطقة "الشلامجة" (غرب مدينة المحمرة)، إلى البصرة جنوب العراق، امتدادا إلى اللاذقية، والذي أعلنت إيران البدء به في تشرين الثاني الماضي. بيد أن طموح طهران التوسعي، سيصطدم بروسيا، التي لا تبدو أنها في وارد مشاركة حصتها من الساحل السوري مع حليفتها المفترضة، والمخاوف من المد الفارسي تنسحب كذلك على اسرائيل التي ستتصدى لاي موطئ قدم ايراني على المتوسط.

العميد المتقاعد نزار عبد القادر أشار عبر "المركزية" الى أن "في ظل النفوذ الايراني المهيمن على الاوضاع في سوريا، تشكل هيمنة طهران على العراق حاجة ملحة لاستكمال مشروعها للوصول الى البحر الابيض المتوسط، على أن يشكل ميناء اللاذقية بوابة لتجارتها نحو أوروبا بالشراكة مع الصين".

ولفت الى أن "التحام النظام السوري بإيران وصولا الى تسليمها ميناء اللاذقية، لن ينزل بردا وسلاما على روسيا، فبعد ان سخّرت كل ما تملك من نفوذ عسكري وسياسي ومالي في سوريا، لن تتنازل عن كل مكاسبها لطهران، الامر الذي سيعرض حلفهما الى ضربة كبيرة، خصوصا وأن الميناء يقع على مقربة من قاعدة طرطوس حيث يتواجد الاسطول الروسي، وقاعدة حميميم الجوية، من هنا ستدفع موسكو بكل الوسائل الممكنة لمنع ايران من الهيمنة على مرفأ اللاذقية، والمواجهة لن تكون مباشرة بين الطرفين، بل من خلال استعمال الذراع الاسرائيلية عبر ضوء أخضر روسي لتل أبيب للتصدي للنفوذ الايراني على المتوسط وليس فقط في الجنوب".

وقال إن "النفوذ الايراني في سوريا أصبح عميقا لدرجة أنه لم يعد يقتصر على بقعة معينة، فطهران باتت تهيمن على قمة الهرم في دائرة صنع القرار السوري، وهو ما تجلى بفشل المساعي الروسية-الاسرائيلية لطرد القوات الايرانية من الجنوب السوري، فالنظام السوري بات خاضعا لايران لدرجة أنها تسيطر على كل مفاصل الدولة السورية العسكرية والامنية والاقتصادية، وذلك على رغم ادراكه لحساسية الموقف الروسي، ولاخطار الاعتداءات الاسرائيلية".

وأشار الى أن "ما يسري على دمشق، لا يسري على بغداد، فالوضع في العراق مختلف تماما، وهناك تيارات استقلالية سيادية أظهرت الانتخابات أن لها ثقلا كبيرا في الشارع العراقي، وبتنا نسمع بالعديد من الاحزاب العراقية وتحديدا الشيعية ترحب بالعلاقة مع السعودية، وبضرورة عودة العراق الى الحضن العربي"، مضيفا أن "كلام المرجع الشيعي العراقي آية الله السيستاني أمام الرئيس الايراني حسن روحاني عن ضرورة احترام سيادة العراق، يشير الى انعطافة عراقية نحو العرب بعيدا من الدولة الفارسية، ما سيضعف الموقف الموالي لايران داخل البرلمان العراقي في المستقبل".


المركزية