خاص - لهذا أراد بوتين لقاء عون ...وهذا مستقبل العلاقة بين الحريري و باسيل .. ؟!

  • شارك هذا الخبر
Monday, March 18, 2019

خاص - الكلمة أونلاين

مرتقب أن تكون البلاد امام مرحلتين من التجاذب على خلفية مواقف لها انعكاسات على الواقع السياسي اللبناني وهما مترابطان بين الخطوات ذات البعد الدولي والتجاذبات ذات البعد المحلي.

إذ يتجلى البعد الدولي لما قد تشهده الساحة اللبنانية بعد تحديد روسيا موعدا لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون لزيارتها بعد نحو سنيتن ونصف على انتخابه ،وبعدما كان مرتقبا أن يكون هذا اللقاء في الأشهر الأولى من العهد الحالي، لكن الحراك الأميركي المكثف على الساحة الداخلية من خلال زيارات موفدين خاصين وصولا إلى تتويج هذا الأمر بزيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى لبنان ،في موازاة زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى العراق وقراره تعزيز حضور بلاده هناك وكذلك عدوله عن الإنسحاب من سوريا، أعطيا إشارة واضحة لموسكو بأن واشنطن تندفع نحو المنطقة من جديد، لذلك كان تحديد الموعد للرئيس عون للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في زيارة قد تضم أيضا قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي لا يزال يدرس قراره وذلك نظرا لتداعياتها في حال وصل الأمر إلى التداول معه بدعم روسي للجيش الأميركي على عدة أصعدة.

ويتجلى البعد الداخلي في احتمال ظهور بوادر تباعد بين رئيسس الحكومة سعد الحريري وبين رئيس تكتل "لبنان القوي" جبران باسيل على خلفية كلامه الأخير من تعطيل الحكومة رغم أنها تصنف الأولى للعهد الذي يراهن عليها.

فالمواقف التي أصابت الحريري بات ثقيلة عليه ولم يعد بامكانه تحملها، وهو الذي تهاون مع محور عون – باسيل على قاعدة حماية الإستقرار وتفعيل الإقتصاد بالحد الممكن ،حيث تندرج زيارته إلى باريس لاسباب
،صحيةفي خانة بداية التعبير عن انزعاجه من المواقف التي باتت تحرجه داخليا وخارجيا وهو الذي أراد أن يتحمل مفاعيل التسوية الرئاسية على قاعدة أن تشكل شراكة متوازنة بين العهد وبينه لإدارة ملفات البلاد الحساسة والجدلية في بعدها السياسي استراتيجي.

وثمة معلومات بأن الحريري لم يعد بإمكانه تحمل وزر المواقف الصادرة من جانب تكتل "لبنان القوي" وحزب الله التي تطال فريقه السياسي، يضاف إلى ذلك وضع كل ملفات الفساد على عاتق محوره السياسي وكأن الفريق الممانع بريء من الفساد والمخالفات على أكثر من صعيد وفي أكثر من قطاع.

ورغم أن الحريري رد على كلام موفدين أميركيين بأنه ليس هو من سيقدم على تفجير الواقع اللبناني من خلال خلافاته مع حزب الله بعدما تساهل الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما مع إيران وحلفائها في المنطقة لمصلحة وصوله لتوقيع الإتفاق النووي الذي عاد ترامب ورفضه، وقرر في الوقت ذاته إقامة الحصار على إيران وحلفائها بمن فيهم حزب الله من خلال إجراءات مالية واقتصادية.
لكن الموقف الخليجي يات يفرض ذاته على الساحة المحلية باعتباره أن حزب الله متمدد على القرار اللبناني حيث سمع ذلك مؤخرا في لقاءاته السعودية، إذ في منطقة "شرمة – تبوك" التي كان لولي العهد السعودي محمد بن سلمان لقاءات موسعة على مدى أيام مع فعاليات دوليةو رسمية ومن بينها الحريرياذ كان الكلام بأن الدولة اللبنانية لم تنهض بعد بمؤسساتها ولم تستعيد القرار السياسي على ما هو مطلوب منها .
فيما اللقاء مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي تناول في حضور وزير الخارجية -وزير المالية سابقا- إبراهيم العساف، وكذلك سفير لبنان في المملكة فوزي كبارة ملفَيْن: أحدهما خاص ومرتبط بمعالجة واقع المؤسسات التي يمتلكها الحريري والثاني هو الملف اللبناني الذي كان لا بد من مشاركة المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا وسفير السعودية في لبنان الدكتور وليد البخاري فيه ،حيث أكد الملك السعودي بان بلاده تدعم لبنان، لكنها تأمل امتلاكه لقراه السياسي وانحسار نفوذ الممانعة، على الدولة في مقابل تفهمها للنهج الذي يعتمد الحريري في مقاربته للواقع الداخلي اللبناني والتعايش الملزم مع عون وباسيل وحزب الله.
اذ بعدها بات الرجل يدرك بأن المطلوب نهجا جديدا من جانبه بما يتطلب عدم تقبل ما أقدم عليه باسيل من كلام ولا ما يمارسه حزب الله على أكثر من صعيد. وهو الذي قال احدى المرات في مؤتمره في بيت الوسط "بان ما بينه وبين باسيل لن يفصح عنه" إبان مفاوضات تشكيل الحكومة ،لكن كرامة رئاسة الحكومة باتت معرضة للسهام بشكل دائم

لذلك، كانت مقدمة تلفزيون المستقبل العنيفة بهدف وضع النقاط على الحروف والتأكيد على حضور الحريري وتياره في المعادلة وعدم تساهله و لإفهام العهد وحزب الله بأن التساهل ليس تنازلا في ظل سفر الحريري في فرنسا وفق خطوة مفاجئة لاهداف طبية يمكن إدراجها في خانة الإعتكاف الوقتي الذي يقارب الرسالة بعدما أصابته السهام من جانب حزب الله والتيار الوطني رغم المواقف التي أخذها "في صدره" للدفاع عنهما كشركاء في الوطن.بحيث غيب ذاته قصدا عن لبنان منعا لدخوله في مواقف حادة على ان تأتي الردود عبر تلفزيون المستقبل كإشارة أولية ...مستتبعة بمواقف بالقطارة لفريقه السياسي منعا لتفجير الواقع في الوقت الراهن

من هنا مرتقب أن تتكامل المطالب الغربية – الخليجية مع حسابات جديدة للحريري لتكون نهجا جديدا للتعاطي مع المرحلة المقبلة لا سيما أنه يعرف بأن مؤتمر" سيدر" كان على أساس رصيده الشخصي لإنعاش الإقتصاد اللبناني من خلال إصلاحات قاسية مع قناعة شبه نهائية بأن بعضهم يستحدث ملفات كالفساد لتطيير هذا المؤتمر لأن الفوضى القائمة في بعض المؤسسات والأماكن وغيرها تناسبهم لأن الشروط الإصلاحية قد تطال مصالحهم ومداخيلهم غير المنظورة،حيث باتت تتكاثر عليه الضربات وبينها رفض مرشحه للمجلس العسكري وفق صيغة أظهرته خاسرا حتى الان
ولا يبدو الحال شبيها لدى باسيل الذي أراد من كلامه دفع الحريري نحو اكثر ديناميكية في معالجة الملفات التي اخذها عون على عاتقه أسوة بملف النازحين وتامين الكهرباء ،لان عدة ملفات وبينها النازحين السوريين والكهرباء لا يمكن التساهل في حلهما لان الحريري وفق المحيطين بباسيل يعمل وفق توقيت خارجي فيما المطلوب اعتماد التقويم اللبناني الذي رسمه عون

سيمون أبو فاضل


الكلمة اونلاين