خاص ــ قنصل السيشل لموقعنا:" لمن حاول إلغائي.. من الصعب إقصائي"!

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 15, 2019

خاص ــ سيزار معوض

الكلمة اونلاين

بعد اثنين وعشرين عاما من العمل والكد تمكن عبد الجليل من تحقيق مراده ملتزما قناعاته بأن دعاءات أهله ستفعل فعلها لا محال. فرغم الحروب الممنهجة التي حيكت ضده، دخل السلك الديبلوماسي من بابه العريض ليكون رأس حربة بوجه من حاول إلغاءه.

سفيرا فقنصلا

في منزله الكائن على طريق المطار، يستقبلنا الفنان "عبد الجليل" بحفاوة رغم شعوره بالإرهاق والأرق بعد يوم مضن طويل. تراه يعتذر مبررا عدم استقبلنا قبل اليوم نطرا لإنشغالاته الكثيرة في هذه المرحلة الجديدة وهو المدرك أهمية المنصب المسند إليه والمسؤوليات الجسام والتحديات..

ليشرح قائلا:" عام ٢٠١٦ عينت سفيرا ثقافيا لجمهورية السيشل في لبنان وهي صفة غير دبلوماسية لأصبح الناطق الرسمي باسم وزارتي السياحة والثقافة.  فيما عام ٢٠١٧ اعتمدت كقنصل فخري واستلمت منصبي أواخر العام المنصرم بعدما أخذت الأمور الروتينية مجراها القانوني".

ثقة الرئيس به

لا يخفى على أحد أن السيشل كانت تبحث عن قنصل بديل قبيل إحالة الأصيل الى التقاعد حيث كانت عين الرئيس داني فور على" عبد الجليل" الذي استطاع بحنكته وعمله الدؤوب فرض نفسه. وكان البحث جار عن شخص معروف على الساحة الفنية " فتم اختياري لأن في جيبي ما يكفي من العلاقات والمعارف والأهم أنني غير تابع"..هذه بعض العوامل التي ساهمت في تبؤ "عبد الجليل" هذا المنصب خاصة أن السيشل تقدر الثقافة والفن وتعتمدها في سياحتها بدليل أن أغلب ملوك ورؤساء الدول يؤمونها سنوياً.

لم يتوان "عبد الجليل" يوما عن إبراز قدراته، وطالما كان لبنان في قلبه، وفيه أنشأ شركة خدمات الطائرات الخاصة في السيشل ما أثار صدمة إيجابية كأول لبناني يدخل معترك الحياة الإقتصادية فيها " ففي عام ٢٠١٦ مثلت لبنان على نفقتي الخاصة ورفعت رايته ما أثار إعجاب الرئيس بي حيث طلبت منه الإهتمام بالر عايا اللبنانيين في السيشل واتخذ ذلك رحابة صدر".

الصحافة المرتهنة

يسأل سعادته عن سبب غياب الصحافة اللبنانية عن هذا الحدث الجلل بحيث تعاطت بلامبالاة معه لغاية بنفس يعقوب مستطردا:" اصطدت منصبي بجدارتي محافطاً على كرامتي، فدولة السيشل تجل من يفرضه تاريخه ونضاله لا ماله". وتمنى على الصحافة اللبنانية القيام بدورها المنوط بها لا أن تكون مرتهنة ورهينة لبعض الجهات. 
تلفيق وتضليل

لم يسلم كذلك الفنان " عبد الجليل" من الاتهامات والأضاليل لمنعه من تبؤ منصبه وللغاية تم إرسال تقارير مفبركة  إلى وزارة الخارجية السيشلية بهدف ضرب سمعته خاصة أنها المرة الأولى في العالم العربي التي يتم فيها تعيين فنان بالسلك القنصلي. وعندما  استاءت الخارجية مستوضحة عن مصدر التقرير كان جوابه:" من يجلس على كرسي يظن أنه ملكا له فيما الملك لله وحده وفي النهاية ما بصح الا الصحيح".

قنصل بكل المعايير

يتأقلم  القنصل "عبد الجليل" مع مسؤولياته الجديدة شيئا فشيئا حاملا في جيبه هموم الإدارتين اللبنانية والسيشلية وأفكار سيعمل جاهدا على تنفيذها  :"أول خطوة سأقوم بها تتمثل بفتح تأشيرات السيشيليين  والقضاء على فكرة انها تصدر عاملات المنازل إلى لبنان. فلون البشرة لا يعتبر مقياسا للتعامل بين الدول". 
أما فنيا..

يفاخر عبد الجليل أنه مطرب كاسيت فهو شق منفردا طريقه المحفوفة بالمطبات واستطاع إثبات نفسه متكلا على صلوات والديه ليكون عمله الأبرز" تسلم ايدك يا بيي"أظهر فيه مدى تعلقه بوالده. لم يترك قط" عبد الجليل" الساحة الفنية" وأنا موجود اليوم في الفن احتراما لمسيرتي الفنية التي تناهز العشرين عاما  والتي استمرت بفضل المحبين والمتابعين الذين ضحوا  بالغالي والنفيس وكانوا يسمعون كل جديد عبر الكاسيت. فيما الفن اليوم يختلف عما كان عليه سابقا فمواقع التواصل الاجتماعي فتحت آفاقا كثيرة.. 
وانا اليوم اعد المتابعين بعمل فني قريب سيبصر النور ويزلزل الأرض ويفاجىء الجميع".

ختاما يجد القنصل عبد الجليل نفسه أمام تحد كبير خاصة أنه حان وقت العمل لا التنظير كما يقول طالبا من السيشيليين المقيمين بلبنان التوجه إلى مركز القنصلية الكائن في بيروت" فنحن هنا لخدمتهم في بلدهم الثاني، جنة الشرق وموئل الحضارات".