خاص - لماذا اعتبر طلعت زكريا الممثل "سلعة"؟

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 8, 2019

خاص - الكلمة أونلاين
منة محمد

حاورت الكلمة أونلاين الممثل طلعت زكريا، في النص المقابلة الحديث التالي:

كانت تصريحاته مفاجأة لنا، فتارة اعتبر الفنان سلعة طالما عليه "الطلب" –على حد وصفه-، وتارة أخرى يعترف بتعرضه لحرب شرسة كان آخرها تلك الحرب التي طالت آخر أفلامه "حليمو أسطورة الشواطئ"، فالفنان طلعت زكريا كان من الجرأة التي جعلته يفتح عقله وقلبه لموقع "الكلمة أونلاين"، ويحكي عن أحدث مشروعاته "إخناتون في مراكش" والذي يخرج به خارج الحدود المصرية ليعرض في المغرب وفرنسا، وإليكم نص الحوار:

** في البداية ما الذي حمسك لفيلم "اخناتون في مراكش" واتجاهك للعمل خارج مصر؟
نحن كممثلين نعتبر سلعة، وطالما الممثل قادر على العطاء وفي ذات الوقت مطلوب سواء في بلده أو خارجها فلابد أن يعمل ويقبل الأعمال الفنية بشرط أن تكون طبعاً متوافقة مع تاريخه وفنه وأعمال مقبولة وجيدة من الناحية الفنية، ومن هذا المنطلق وجدت منتج فيلم "اخناتون في مراكش" يحدثني هو مخرجه ليعرضا عليّ المشاركة فيه، وعندما قرأته أعجبني جداً كما وجدت أنه من الجيد تعاون مصر ممثلة فيّ مع عدد من الفنانين المغاربة في عمل واحد، فضلاً عن أنهم في الفيلم يولون أهمية كبيرة للآثار المصرية وهذا يظهر جلياً طبعاً من اسم الفيلم، والذي يتبقى لي في تصويره 3 أيام فقط في مدينة مراكش بالمغرب.

** وما هي طبيعة دورك في الفيلم؟
أؤدي شخصية مصري يحتال على أحد العصابات ويبين لهم أنه يعمل معهم ويجلب لهم البرديات الفرعونية التي يريدونها ليتاجروا فيها ويبيعوها بملايين الدولارات، وفي النهاية نكتشف أنه ضابط مباحث كان يتبع خطة كبيرة ليكشف هذه العصابة ويوقعها في شباك الشرطة ليتم القبض عليهم.

** وهل الفيلم سيعرض في المغرب فقط أم سيعرض في مصر أيضاً؟
بصراحة لا أعرف حتى الآن الموقف من عرضه في مصر وخصوصاً أن الجمهور المصري يستصعب للغاية اللهجة المغربية التي تمزج بين العربي والفرنسي، إنما ما أنا متأكد منه ومتفق عليه مع المنتج حتى الآن أن الفيلم سيعرض في المغرب وفرنسا.

** لماذا اتجهت للمغرب تحديداً في وقت يتجه فيه عدد من الفنانين إلى الخليج؟
سبق لي العمل كثيراً في الخليج، وصدقيني لا يوجد فنان مصري لم يعمل في أفلام خليجية، ولكن المميز أنني الوحيد تقريباً الذي عملت فيلماً في المغرب.

** بصراحة هل تجد أنه من الأفضل للفنان أن يتجه خارج مصر في الوقت الحالي خصوصاً مع الظروف السيئة التي يمر بها الفن المصري؟
مع الأسف نعاني كلنا كفنانين من ظروف سيئة والوسط الفني كله مستاء وقلق من الوضع الذي وصلت له الدراما، ومع الأسف أصبح كثير من الفنانين يعملون لأن علاقاتهم جيدة ببعض المنتجين، و"الواسطة" و"المحسوبية" أصبحت غالبة لحد كبير، ولم يعد هناك اهتمام كبير بالخبرة.

** معنى ذلك أن هناك ظلم بيّن وقع عليك؟
الواقع الحالي وما يحدث فيه هو أمثل رد على هذا السؤال، فمثلاً عندما يهل رمضان المقبل وليس لي أي عمل فيه، أو يهل موسم سينمائي وليس لي فيلم فيه، فبالطبع هناك ظلم واقع عليّ، وبالمناسبة هذا الأمر لا يطولني أنا فقط ولكن عدد كبير من الفنانين يتخذون مقعد المتفرج، ولكن بالتأكيد هذا الوضع لن يستمر لأن هذه ليست طبيعة مهنتنا.

** بالنسبة للسينما.. هل تجد أن آخر أفلامك "حليمة أسطورة الشواطئ" تعرض لحرب شرسة وقت عرضه في السينمات؟
"حليمو أسطورة الشواطئ" تعرض لحربين وليس لحرب واحدة، فالأولى نقدر نقول عليها نيران صديقة من جانب المنتج نفسه الذي لا أفهم كيف فعل هذا بفيلمه عندما قرر طرحه في موسم الشتاء وهو أصلاً مناسب للصيف وخير دليل على كلامي هذا هو اسم الفيلم، فهل من المنطقي أن أطرح فيلماً تدور أحداثه حول الشواطئ والمصايف وتم تصويره بالكامل في الإسكندرية في موسم الشتاء؟!، وبالتأكيد هو خطأ فادح من جانب المنتج، والحرب الثانية جاءت من جانب الموزع، فمع الأسف الموزعين في مصر لديهم تقليد غريب وهو أنه لو ظل فيلم ما في دور العرض لمدة أسبوع مثلاً ولم يحقق الإيراد المنتظر منه فإنهم يقومون تلقائياً برفعه من دور العرض، وفي النهاية طبعاً يكون الفيلم هو الضحية، وأحب أقولك إني رغم ذلك لست حزيناً من المصير الذي وصل إليه الفيلم لأني لست الفنان الوحيد الذي تعرض لموقف مشابه.

** بصراحة هل فكرت في الإنتاج لنفسك أم أن الأمر ينطوي على مجازفة كبيرة؟
لا أخفي عليك، فقد فكرت فعلاً في الإنتاج لنفسي، ولكن عندما حسبتها مع نفسي وجدت أن الموضوع فيه مغامرة كبيرة حتى قد تكون غير محسوبة وعواقبها كبيرة، وخصوصاً مع النظر إلى ارتفاع أجور الفنانين وتكلفة الإنتاج ككل، ولذلك صرفت نظر عن المسألة برمتها.

** هل ما يحدث معك هو فواتير قديمة تحاسب عليها بمعنى أنك تدفع ثمن مواقفك وخصوصاً السياسية منها؟
هذه هي الحقيقة، فقد دفعت ثمن مواقفي السياسية وبزيادة، فعقب ثورة يناير مثلاً تمت محاربتي بشراسة نتيجة حبي لمبارك ودفاعي عنه دائماً.

** ألم تندم على تبنيك هذه المواقف وتمنيك أنه لو رجع بك الزمن لالتزمت السكوت؟
لا على الإطلاق، فلم أندم أبداً لأنها مواقف ومبادئ نابعة من قناعاتي الشخصية، ولكن ما شعرت به في لحظة معينة أنه يا ليتني لو التزمت الصمت فعلاً ولم أتحدث أو أفصح عن آرائي لأنها لا تهم أحداً غيري، وفي النهاية حوسبت عليها كما نقول بالبلدي "حساب الملكين".

** وما حكاية فيلم "الموقف" المصري الذي من المقرر أن تشارك فيه مع منة فضالي؟
هذا الفيلم أظهر فيه كضيف شرف فقط، وأعلم أن بعض الأخبار التي تم تداولها تقول إن الفيلم بطولتي ولكن هذا غير حقيقي بالمرة، لأني ضيف شرف في عدد قليل جداً من المشاهد، وبالمناسبة أنا نبهت الجهة المنتجة أن يكتبوا اسمي كضيف شرف فقط.

** ولماذا تروج له الجهة المنتجة أنه بطولتك رغم أنك ضيف شرف؟
لا أعلم، ولكن ما هم يعرفونه جيداً أنهم لو عرضوا عليّ بطولة هذا الفيلم من الألف للياء فلن أقبل بطولته، وكل ما استطيع أن أقدمه لهم هو ظهوري كضيف شرف فقط، فهذه النوعية من البطولات لا تستهويني.

** بصراحة كيف تستقبل الإشاعات عن وفاتك؟
أضحك جداً عندما أسمعها، والمصيبة أن كثيراً من هذه الإشاعات لا يحاول بعض الناس حتى التأكد من مدى صحتها، وبالمناسبة لست الفنان الوحيد الذي تعرض لهذه الإشاعات فقبلي صلاح السعدني وأحمد خليل وآخرهم نادية لطفي، والناس مع الأسف يصدقون الإشاعة، وأحب أقولك أن أبنائي اعتادوا على هذه النوعية من الإشاعات وأصبحوا يضحكون عليها أيضاً.

** أخيراً.. ألا تنوي العودة للمسرح مجدداً؟
أحضر بالفعل لمسرحية جديدة من تأليف وإخراج أحمد الإبياري الذي انتظر عودته من خارج مصر لنتفق على جميع تفاصيل المسرحية.