خاص - بلدية صور تتباهى بإنجازاتها.. والمجتمع المدني يرد: التزموا بالقوانين!

  • شارك هذا الخبر
Saturday, March 2, 2019

خاص - الكلمة اونلاين

اسيل بردان

ما إن تطأ قدماك مدينة صور حتى تنشأ بينك وبين هذه المدينة الساحلية العريقة، علاقة حب تجعلك أسير سحر شاطئها الذهبي، وعاشق لدروبها وحاراتها القديمة التي تدخلك في ثنايا التاريخ، وتغوص في أعماق بحرها الذي تحول إلى قبلة للبنانيين من مختلف المناطق اللبنانية.

كل شيء في المدينة يرتبط بحقبة زمنية ارتبطت بحضارة ما، بدءاً من الآثار الرومانية، مروراً بالمرفأ الفينيقي القديم، وإنتهاءاً بكنائسها التي يعود بعضها إلى عصور رسل المسيح.

لم تعد المدينة كما هي، كل شيء فيها تغيّر، حتى نظرة سكانها إلى ما يجري فيها من تحديث وإنماء ليست واحدة خصوصاً بعد الشروع بمشروع الإرث الثقافي الذي وافقت عليه البلدية السابقة وتبنته الحالية.

ما يراه البعض نقلة نوعية للمدينة تمهيداً لوضعها على خارطة السياحة العالمية، يعتبره البعض الآخر كارثة حلّت عليهم وقطعت أرزاقهم بعدما هجرها زوارها من القرى والبلديات المحيطة الذين كانوا يأتون إليها للتبضع وشراء حاجياتهم.

البلدية تصنِّف ما تقوم به في خانة الإنجازات إذ تعتبر عضو المجلس فيها الدكتورة رندا أبو صالح أن البلدية تقوم بكامل جهودها بهدف تطوير المدينة وجعلها سياحية بإمتياز وأكدّت أن مشروع الإرث الثقافي ساهم في إزدهار المدينة وإيجاد حلول للمشاكل التي عانت منها والتي قد تعاني منها في المستقبل إذ إنّ بعد سنوات من الحرمان والإهمال فقد تم ترميم وتجميل حارات صور القديمة المسيحية منها والإسلامية التي تعبِّر عن العيش المشترك بأبهى صوره بحيث أُنجز إحياء المباني السكنية القديمة التي أصبحت محط أنظار الزوار.

والحال نفسه لآثار المدينة وحفرياتها وهي ثروة ثقافية وتاريخية قديمة حيث نالت حصتها من رعاية المجلس البلدي بغية حمايتها والحفاظ عليها. و أشارت أبو صالح إلى مساهمة المجلس البلدي في إنجاح مهرجانات صور الدولية التي يشارك بها أشهر الفنانين والشخصيات و التي تبرز البعد الحضاري والثقافي لهذه المدينة. هذا فضلاً عن مشاريع التوأمة التي تسعى البلدية إلى إنجازها بين مدينة صور والمدن الأخرى التي تشبهها في العالم و ذلك بهدف تبادل الخبرات وتطوير المدينة وإزدهارها.

ولفتت أيضاً إلى أن الحديقة العامة لم تكن يوماً مكباً للنفايات كما وصفها المواطنون بل كانت البلدية تقوم بجمع النفايات في مكانٍ واحد في انتظار ايجاد حل مناسب، وتبرر ابوصالح بالقول أن الحديقة هي ليست المكان المناسب و لكن بسبب انعدام الحلول وعدم وجود مساحات كبيرة في المنطقة تستوعب هذا الكم الهائل من النفايات دفع بالبلدية الى الحل المؤقت مع العلم أن مسألة النفايات هي أساساً من مسؤولية الدولة. هكذا لعبت ازمة النفايات دوراً كبيراً في إعاقة وتأخير إنجاز مشروع الحديقة العامة التي تبدّل حالها الآن وأصبحت مجهزة بثلاثة أقسام، قسم مخصص للأطفال مجهز بمختلف أنواع الألعاب، قسم ثانٍ للرياضة و قسم ثالث تعمل البلدية على إنجازه و تجهيزه مخصص للعائلات.

و أضافت أن البلدية لم تكتفِ بالتركيز على قطاع السياحة فقط بل اتجهت نحو إقامة حملات توعية وانشطة تختص بتعزيز دور المرأة وحقوق الطفل, بالإضافة إلى مشاريع بالتعاون مع قوات اليونيفيل في الجنوب من مجالات الثقافة والتنمية والتدريب لإنشاء مجتمع ناشط و فعّال.

بالمقابل على الضفة الأخرى، للمجتمع المدني رأي آخر يعبِّر عنه الدكتور حاتم حلاوي (أحد الناشطين في المدينة) الذي يرى أن الأعمال والمشاريع التي قامت بها البلدية، جزء منها كان يصنّف من الإنجازات وجزء آخر أدّى إلى الإخفاق. فالبداية من الإرث الثقافي الذي اعتبره مشروع سياحي جيد ولكن انعدام دراسة الخطة وإدارتها أدّى إلى معاناة معظم أهالي المنطقة خاصة أصحاب المتاجر والمحلات الذين اعتبروا أن هذا المشروع سوف يلحق الضرر بهم بالرغم من أنه يزيد من جمالية المدينة. أما بما يرتبط بالحديقة العامة فقد لفت حلاوي أن هذه بداية جيدة و لكن حتى الآن ما زالت البلدية تقوم في بعض الأحيان بتجميع النفايات في الحديقة، إضافة إلى النفايات المنتشرة على الشواطئ حيث يتوجب على البلدية وضع شرطة مراقبة للحد من تراكم النفايات التي هي نتيجة إهمال من البلدية و المواطن أيضاً. و أشار إلى أن البلدية كانت قد بدأت بمشروع الفرز المنزلي و لكن فشلت فيه نتيجة عدم إجبار الأهالي على الفرز.

وهنا يأتي دور الحارات القديمة ليثبت حلاوي أن بحسب تصريح أحد المهندسين فإن خطة إحيائها وترميمها و تجميلها لم تكن من قبل البلدية بل كانت مبادرات فردية من قبل متطوعين من المهندسين والرّسامين، بحيث أن البلدية عملت بأماكن محدودة جداً. ولفت أيضاً إل ضرورة تأهيل السوق القديم لجعله مميز ومعلم سياحي. وتطرّق حلاوي إلى مشروع تنظيم الصيد و تأهيل قصر المملوك أو ما يسمى ببيت المدينة الذي يعتبره من الإنجازات التي حققتها البلدية. وعندما سُئل عن مدى إلتزام المجلس البلدي بالقوانين وإن كان هناك مساواة بين المواطنين فصرّح حلاوي أن في ظل غياب الشفافية لا يوجد جواب وأن في النهاية جميع البلديات تغض النظر عن المخالفات من أجل الإستمرارية.

فبالرغم من هذه المشاريع التي حققتها البلدية لتحسين المنطقة إلا أن هذا يبقى من صلب واجباتها وعليها العمل على إنجاز العديد من المشاريع والخطط المستقبلية التي تتوافق مع مطالب وإهتمامات المواطنين لتنمية وتعزيز دور هذه المدينة ضمن هذا الشرق الكبير وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.


الكلمة اونلاين