خاص ــ سد مرج بسري : ما علاقته بالليطاني؟

  • شارك هذا الخبر
Saturday, February 23, 2019

خاص ــ الكلمة اونلاين

يرتكز مجلس الانماء والاعمار ووزارة الطاقة في نظرية قيام سد في مرج بسري على اعتبار ان النقطة الاميركية الرابعة (USBR) اقترحت عام 1953 بناء سد في هذه المنطقة وعلى الربط بين سد مرج بسري والمهندس ابراهيم عبد العال الذي وضع الدراسة الاولى لمشروع الليطاني حيث عُرف بابو الليطاني.

هل هذا الارتكاز صحيح وهل هناك علاقة بين مشروع الليطاني وسد مرج بسري؟

الكلمة اونلاين حصلت على بيان متداول داخل لجنة أهالي وسكان البلدات المجاورة لمرج بسري حيث يؤكد البيان ان النقطة الرابعة الأميركية (USBR) وفي العام 1953هي اول من إقترحت سدّاً لتخزين المياه السطحية في موقع مرج بسري، كبديل عن موقع القرعون، وذلك بعكس رأي المرحوم المهندس ابراهيم عبد العال الذي أصرّ حينها على تنفيذ سدّ على الليطاني وتحديداً في منطقة القرعون لصلاحية الأرض هناك بالإضافة الى انّ تخزين وإنطلاقة توزيع وإستثمار مياه نهر الليطاني يجب ان يكون ضمن سهل البقاع حيث يمرّ هذا النهر.
وفي عام 1954 تراجعت ال(USBR) نفسها عن هذا الإقتراح بعدما إكتشفت ان موقع مرج بسري, ولو كان نحو 1 كلم غرب الموقع الحالي مع إمتداده حتى ملتقى النهرين وما بعد, لا يصلح لهذا الهدف بسبب وجود إنزلاقات وإنهيارات كبيرة في جوانب متعدّدة من الموقع المُفترض لبحيرة السد والأرضية ومُنشأته اضافة الى تكسرات متطوّرة جداً وكبيرة وعميقة في الطبقات الصخرية الكارستية المتكشفة ضمن الجهة الشمالية - قضاء الشوف.

يضيف بيان لجنة اهالي وسكان البلدات المجاورة لسد مرج بسري انه كما بات معلوماً حصل في آذار 1956 زلزال مدمّر في المنطقة مما الغى أيّ حديث عن إنشاء سدّ

في مرج بسري وبعدها في عام 1959 توفّي المهندس عبد العال...

فكيف يكون مشروع سدّ بسري هو مشروع عبدالعال ؟ إنّ إقحام إسم عبد العال زوراً كأب لهذا المشروع من قبل الإدارة والبنك الدولي ليس إلّا من باب التضليل الإعلامي الرخيص، خاصة انّ خط القرعون - مركبا – بركة انان – محطة أرقش – محطة شارل حلو... الخ هو ضمن المخطط الأساسي لمصلحة الليطاني، فإن كان سد بسري هو حقيقة سد عبد العال لما أوجدوا هذا الخط، بل كانوا إستبدلوه بخط أخر منبثق من سدّ بسري، متّصل مباشرة بمحطات توليد الكهرباء وذات تنفيذ أسهل بكثير من الخط الحالي !؟

وذكّر البيان ايضاً انه في اواسط السبعينات من القرن الماضي، وبطلب من مصلحة الليطاني جاءت الى لبنان بعثة يوغوسلافية، من مهامها دراسة إمكانية تنفيذ سدّ في مرج بسري، لكن سرعان ما تمّ العدول عن تكملة دراسة هذا الموقع ربما لنفس الأسباب التي تقرر على أساسها التراجع عن إعتماده ، ولم يتمّ حفظ أيّ من نتائج الحفريات الإستقصائيّة والمسح وسبر غو المنفّذة بمناسبة هذه الدراسات (1974 – 1975).

وتوضيحاً لما يُشاع عن الربط بين بسري والليطاني، تؤكد لجنة اهالي وسكان البلدات المجاورة لسد مرج بسري انّ مياه نهر بسري لا علاقة لها بمياه الليطاني ولن يتمّ ايصال مياه القرعون الى سد بسري، بل انه ضمن المشروع العام لتغذية بيروت الكبرى بمياه الشفة هناك مُخطط ان تختلط هذه المياه ببعضها في البحيرة الإصطناعية الأولي - جون بعد محطة أرقش، وهنا المصيبة المزدوجة إذ ان التسمم من مياه القرعون سينتقل تلقائيّاً الى المياه الملوّثة الوافدة من بحيرة سد بسري وتصبح كامل الكمية المفروض ان تُرسل الى بيروت الكبرى ملوّثة بالسيانو بكتيريا وحينها مهما كانت نوعية التكرير في محطة الوردانية (SWTP) او (WWTP) فهي غير كافية حتى لتحويل هذه المياه الى مياه إستعمال ! فالتجهيزات المُعلن عنها من قبل الإدارة والبنك الدولي هي مخصصة فقط لتكرير المياه التقليدية (WTP) اذ انّه سيتم في الوردانية بناء محطة تكرير بدائيّة تعتمد على الترسيب وضخ الكلورين لقتل البكتيريا دون وجود أي قاطع تعديلي ولا حتى إستبدال ولو جزئي للكلورين بالأوزون. وهي بهذه المواصفات لا تصلح حتى لتكرير المياه المُبتذلة او مياه الصرف الصحي بعكس الإدعاءات المتكررةً للإدارة والبنك الدولي.

ويرى البيان ان البنك الدولي يُناقض نفسه في ما هو وارد في المستند الأساسي الصادر عنه مؤخراً حيث يعتبر ان المياه التي ستصل الى محطة الوردانية هي مياه سطحية
عادية فقط (Conventional surface water)، أيّ انّ المياه التي ستتجمّع في بحيرة الأولي -جون لا تحتاج ,لكي تصبح صالحة للشرب, الى أكثر من هذا التكرير التقليدي المشابه لتكرير مياه نبع جعيتا في محطة الضبيّة، وهذا غير صحيح إطلاقاً, فالتضليل من قبل هؤلاء المعنيين هو سيد الموقف, اذ ما ينتج عن محطة الضبيّة من مياه مُكرّرة ويُوزّع الى بيروت هو غير صالح للشرب نهائيّاً، بالرغم من انّ نسبة تلوّث المصدر (نبع جعيتا ومياه القشقوش) هو أقل بكثير.

اذن بيان اهالي وسكان البلدات المجاورة لمرج بسري يدحض المعطيات التي ترتكز عليها الادارات الرسمية والمجالس لبناء سد بسري, وفي حلقات لاحقة سنتناول معطيات اضافية.