اعتصام للجان الأهل: لمحاربة الفساد بدءا من وزارة التربية

  • شارك هذا الخبر
Monday, February 11, 2019


نفذ اتحاد لجان الاهل واولياء الامور في المدارس الخاصة في لبنان، بمشاركة ناشطين في المجتمع المدني وطلاب من الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة، اعتصاما امام وزارة التربية تحت شعار "جورج زريق شهيدا بنار اقساط المدارس"، احتجاجا على "فوضى كلفة التعليم الخاص ولدعم المدرسة الرسمية، وكي لا يسقط جورج آخر ولاستعادة الحقوق المهدورة من قبل ادارات المدارس الخاصة بالتواطؤ مع الموظفين الكبار في وزارة التربية، ولأن وزير التربية هو المسؤول عما يحصل في المدارس الخاصة"، بحسب ما جاء في دعوة المنظمين للاعتصام.
ورفع المتعصمون صور جورج زريق كتب تحتها: "نحن نحترق". كما حملوا لافتات دعت رئيس مصلحة التعليم الخاص في لبنان عماد الاشقر الى الاستقالة، وسألت "كم جورج تريدون حتى تتحركوا؟" واكدت ان "جورج زريق هو شهيد التعليم المجاني". كذلك أشارت لافتات أخرى الى "طمع وجشع المدارس الخاصة والتعليم المجاني"، معتبرة ان "900 الف تلميذ مصيرهم سيكون مثل مصير ابناء جورج اذا كملتوا هيك".
وحمل احد المشاركين لافتة كتب عليها: "بعنا كل شيء حتى نعلم اولادنا بعد في الكلوة". وكتب آخر "5 مليون اقل قسط ومعاشي كله 700 الف". ورفعت احدى المشاركات لافتة كتب عليها "ما تحرقونا بأقساطكم".
وتلت المنسقة الادارية لاتحاد اولياء الامر لمى الطويل بيانا باسم "اولياء الامر المتعهدين ولجان الاهل المضطهدين والطلاب والطالبات المهددين". قالت فيه: "بعد الفاجعة المؤلمة التي اصابت عائلة المرحوم جورج زريق واشعلت النار في قلوب الكثير من اللبنانيين امثاله، وبعد حالات لا تعد ولا تحصى من ممارسات لا انسانية وغير اخلاقية او قانونية من قبل بعض ادارات المدارس الخاصة المفروض انها لا تبغي الربح.
وبعد سلسلة ضغوط على قضاة ووسائل اعلام من مرجعيات روحية وزمنية، بهدف اخفاء فضائح وفظائع ممارسات بعض ادارات المدارس الخاصة، وبعد انكشاف تواطؤ وزارة التربية في تغطية مخالفات ادارات المدارس الخاصة، وبعد تهرب غالبية نواب الجمهورية اللبنانية عن استقبال اتحاد لجان الاهل وسماع شكاوى وهموم لجان الاهل وفي ظل غياب شبه تام لاي دور للجنة التربية النيابية، يعرب الاتحاد عن عظيم اسفه وحزنه للمصاب الاليم الذي حل بعائلة المرحوم جورج زريق الذي قضى ضحية الاهمال الفاضح من الدولة والاذلال الحاد من المدرسة ويتقدم من عائلة المرحوم بأعمق المواساة والتضامن".
وأعلنت عن مطالبة الاتحاد بعدد من النقاط وهي: "تشكيل المجالس التحكيمية في اول جلسة لمجلس الوزراء على ان يكون الاتحاد عضوا فيها.
- الامتناع عن تراجع وزارة التربية عن اي دعوى اصبحت امام القضاء.
- فتح الموازنات والميزانيات وتعيين مدققي محاسبة محلفين امام القضاء.
- الكشف عن مصير الزيادات السابقة من العام 2011 والمستوفاة على اساس سلفة على السلسلة.
- تفعيل المادة 13 من القانون 515/96 لناحية رقابة الوزارة على موازنات المدارس والتسديد بذلك.
- اصدار تعميم رسمي عن الوزارة يشرح نص المادة 10 والفقرة الاخيرة من المادة 121 التي تحمي الطلاب من ابتزازات الادارة وتضمن لهم ولاولياء الامر حقوقهم القانونية والزام المدارس بتعليقها في اماكن ظاهرة في المدرسة.
- احالة الفاسدين الى التفتيش نظرا للمعطيات التي لدينا، ومعرفة مصير الدعاوى التي تم سحبها من قبل الوزير السابق، تطبيق القانون 515 بما يتعلق بدور لجان الاهل وحماية الاولاد".
وناشدت "رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء الوفاء بوعودهم بمحاربة الفساد"، مطالبة "بالبدء من وزارة التربية لأن اصلاحات باقي القطاعات لا قيمة لها اذا بقي الشعب جاهلا واميا".
وختمت بدعوة "كل ولي وكل لجنة اهل للمطالبة بحقوقهم والتواصل معه"، معربة عن معاهدة الاتحاد الأهالي بأن "يقدم لهم كل دعم قانوني وكل مشورة يحتاجون اليها".
وكانت كلمة لحزب "سبعة" ألقتها عضو الهيئة التنفيذية فيكتوريا الخوري زوين قالت فيها: "جورج حرق نفسه وهناك مثله كثير لا يعلمون ماذا يفعلون. هذا الموضوع هو كل قضيتنا. كرامة المواطن هي كل قضيتنا.
أضافت: "هناك اولاد يهانون ويتهددون بمستقبلهم لأن ظروف اهاليم تغيرت فجأة وهناك دولة مقصرة ومدارس تستفيد وتفقد انسانيتها ورسالتها.
وتابعت: "لن نقبل ان يضيع مستقبل طفل لأن اهله غير قادرين على دفع اقساطه. المطلوب اليوم من الوزير خطوات سريعة، تسجيل جميع التلاميذ للامتحانات الرسمية، اعطاء افادات للتلاميذ الناجحين بغض النظر على اي مدرسة سينقلون إليها، انشاء مجالس تحكيمية، تغريم المدارس التي تحاول استعمال معاناة الاهل، مواقف صارمة من قبل الوزارة ومتابعة يومية من خلال مكتب متابعة لقضايا الاهل واستقبالهم ومتابعة ملفاتهم من دون اي وساطة".
وشددت زوين على ان "ازمة التعليم في لبنان لا يجب ان تبقى بلا معالجة نهائية من قبل الدولة"، وأن "المطلوب خطة متكاملة وليس ترقيعا".
واعلنت عن تسليم وزير التربية اليوم برنامج سبعة "الذي يتناول الشق التربوي بالتفصيل".
وطالب يوسف زريق شقيق جورج بإقالة مدير المدرسة وادارتها "التي تصرفت بلا مسؤولية وبلامبالاة حين اخبرهم جورج انه سيحرق نفسه".
وأكد ان جورج "لم يكن يعاني من اي مرض نفسي ولم يكن سكرانا"، وقال: "لم نطلب مساعدات من احد". ولفت الى ان "نائبا كويتيا تبرع براتبه كاملا في الوقت الذي لم يتحرك اي نائب لبناني".
من جهته، تمنى شكري زريق شقيق جورج، "الا يكون في لبنان جورج آخر". وقال: "نحن نرضى ان يكون شقيقي فداء للوطن على الا يكون هناك ضحية اخرى". أضاف: "اخي مات بأرخص ثمن من اجل ورقة وقلم لكن موته كان غاليا جدا لأجل كل الاطفال في لبنان".
ووزع تجمع الشبيبة الديموقراطي بيانا جاء فيه: "احرقته نيران الاقساط المدرسية، ودخانها يخنق اباء وامهات اخرين غير جورج، في وطن تمعن فيه السلطة الحاكمة العبث بحقوق الناس ومستقبل الوطن واهله من خلال اهمال التعليم الرسمي وقطاعاته، بدلا من دعمه وتأهيله. ليأخذ الاطفال والشباب ابناء الفقراء حقهم العادل بالتعليم كما ابناء الاغنياء والمسؤولين. هي سياسات سلطة اهل الطائفية والفتنة والفساد والنهب الذين انشأوا مدارسهم الخاصة الى جانب دكاكين العلم التجارية. لتأكل نيران اقساطها اجساد الفقراء الملتجئين الى "رحمة" تلك المدارس وهم يكافحون من اجل تعليم يمنح فلذات اكبادهم كي يكون لهم مستقبل افضل.. لكن المستقبل الذي لن يكون جورج فيه هو الذي يرسمه اهل السلطة لأبناء الوطن واجياله للالتحاق بزعماء الطوائف وادوات للاستعمال ضد حقوقهم ومصالحهم ومستقبل الوطن الذي يحلمون به".
أضاف البيان: "حين احرق جورج نفسه بسبب عجزه عن دفع قسط مدرسة طفلته، اراد القول عاليا بأن هناك من يجب ان يتحمل المسؤولية عن هذا القهر، وفي رأس الهرم جميع حكام البلد ومسؤوليه وصانعي ازماته، ومعهم وزارة التربية والتعليم العالي، التي لا تقوم بدورها في حماية التعليم الرسمي والثروات من خلال نهب خزينة الدولة عبر المنح المدرسية وعبر زيادة الاقساط على الاهالي، في وقت يرفضون اعطاء المعلمين حقوقهم ويمارسون بحقهم كل اشكال القهر والاستغلال".
وختم: "لا خيار امامنا سوى الوقوف يدا بيد استنكارا للجرائم التي ترتبط بحقنا، ومحاكمة المسؤولين عنها، ومن اجل مطالبة الحكام والحكومة ووزارة التربية بإقرار خطة واضحة لدعم وتطوير التعليم الرسمي والمدرسة الرسمية، والحزم في كبح جشع اصحاب المدارس الخاصة وانصاف المعلمين والعاملين فيها، تعالوا نتشارك معا في الدفاع عن حقوقنا وحماية مستقبلنا".