خاص ــ "ظريف" في بيروت.. حصاد للنصر؟

  • شارك هذا الخبر
Sunday, February 10, 2019

خاص ــ الكلمة اونلاين

علاء حسن


يستقبل لبنان اليوم الاحد، الديبلوماسي المبتسم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في زيارة رسمية يلتقي فيها الرئاستين الأولى والثانية إضافةً إلى وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل وعدد من الشخصيات السياسية ورؤساء أحزاب لبنانية وفلسطينية ويختمها بزيارة للضاحية الجنوبية لبيروت كما جرت العادة مع كل مسؤول إيراني يزور لبنان.

فيما لن تكون زيارة الرئاسة الثالثة على جدول الأعمال بسبب مشاركة رئيس الحكومة سعد الحريري في القمة العالمية للحكومات المزمع عقده في دولة الإمارات العربية المتحدة بين 10- 12 شباط الجاري.

تأتي زيارة ظريف بالتزامن مع تشكيل الحكومة اللبنانية والذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية التي اطاحت بحكم شاه ايران المصادف غدا الإثنين.

ويعد أول وزير خارجية يزور لبنان بعد تشكيل الحكومة وهو ما جرى قبل عامين حيث كانت آخر زياره له إلى لبنان عقب انتخاب الرئيس عون وتكليف الرئيس الحريري بتشكيل أولى حكومات العهد آنذاك وكانت تلك الزيارة ايضاً اول زيارة لمسؤول أجنبي بعد الانتخاب.

وفي التفاصيل التي حصلت عليها الكلمة اونلاين من السفارة الإيرانية في بيروت، يصل ظريف اليوم الأحد عند الساعة الواحدة إلا ربع بعد الظهر لينتقل بعد مراسم الاستقبال إلى السفارة الإيرانية ويبدأ لقاءً مع الأحزاب والقوى اللبنانية في مقر السفارة. ثم يستقبل أمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة ويختتم برنامجه مع وفد من القوى والفصائل الفلسطينية.

ومن المتوقع مشاركة الوزير ظريف في حفل ذكرى انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية الذي تقيمه السفارة الإيرانية في بيروت في فندق فينيسا مساء الغد.
ومن المقرر أن يبدأ ظريف لقاءاته الرسمية نهار الإثنين بلقاء مع رئيس الجمهورية عند تمام الساعة العاشرة صباحاً يليه لقاء رئيس مجلس النواب نبيه برى عند الثانية عشر والنصف ظهراً.

وبحسب مصادر الخارجية الإيرانية فإن ظريف الذي يأتي على رأس وفد رفيع المستوى يحمل معه عدداً من الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

لكن ما الذي يميز زيارة ظريف في هذه المرحلة الحساسة؟ يشير العارفون بكواليس السياسة الخارجية الإيرانية أن التقديرات الإيرانية مبنية على تراجع القوة الامريكية وحلفاءها في المنطقة، الأمر الذي يسمح للطرف الايراني بسد الفراغ الذي تتركه الولايات المتحدة مع الفارق أن الأولى لديها أطماع رأسمالية بالدرجة الأولى ونفوذها يكون منصباً على حماية اسرائيل بينما إيران تنطلق من ثوابت متعلقة بتعزيز التعاون الإقليمي وتوفير مظلة أمان بالشراكة مع دول المنطقة نفسها وهي الثوابت التي افرزتها الثورة ولاتزال تعمل عليها إيران الحالية.

من جهة أخرى تشير بعض المعلومات أن هذه الزيارة تأتي بالتنسيق الكامل مع حزب الله - الركن الأقوى في المعادلة الداخلية الحالية والذي وضع نصب عينيه الولوج إلى الملفات الداخلية والمساهمة في انتشال البلد من شفير الانهيار الاقتصادي الذي وبذلك يحقق مجموعة من الأهداف في وقت واحد ليس آخرها تقديم تجربة ناجحة للعمل الحكومي وخصوصاً في وزارة الصحة وباقي المرافق الخدمية.

إلا أن الرهان على نجاح هذه الزيارة مرتبط بمدى تجاوب الدولة اللبنانية مع العروض التي سوف يقدمها الجانب الإيراني خلال هذه الزيارة ومدى ترفع المسؤولين اللبنانيين عن الحسابات الشخصية والقدرة على مواجهة الضغوط السياسية الغربية والخليجية على ما يقول أحد مهندسي هذه الزيارة.

يبقى السؤال الأبرز هل ستعكس هذه الزيارة قدرة حلفاء طهران، الاستفادة من إمكانيات دولة اقليمية بدء عصر نفوذها منذ زمن بعيد...