فوز ثلاثة مشاريع فنية ومُستدامة لجعل بيروت أكثر خضاراً

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, February 5, 2019



برعاية بلديّة بيروت، وبالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، نظّمت الغرفة الفتيّة الدوليّة-لبنان في وسط بيروت حفل توزيع الجوائز على المشتركين في المرحلة الثانية من مسابقة “I Green Beirut”. يأتي هذا الحفل تتويجاً لمبادرة كانت أطلقتها الغرفة في شهر آب/أغسطس الماضي، والتي دعت إلى المشاركة في مسابقة حول تقديم تصميمات إبداعيّة وحلول فنيّة تُساهم في تطوير المساحات الخضراء في الأماكن العامة في بيروت.

تضمّن الحفل عروضاً لتسعة مشاريع، كانت قد تأهّلت للنهائيات، تُظهر كيفيّة جعل بيروت أكثر خضاراً وصحّة، وذلك ضمن فئات ثلاث: الفئة الفنية، والفئة الخاصة بالمحترفين، والفئة الخاصة بالطلاب. تألّفت لجنة التحكيم من مهندسين معماريين محترفين، ومهندسين بيئيين، وأساتذة جامعيين، ومسؤولين في الأمم المتحدة وبلدية بيروت، حيث كان لهم تعليقات حاسمة على المشاريع المعروضة قبل أن يختاروا الفائزين من كل فئة من الفئات الثلاث.

فازت ميريللا أنطون بجائزة أفضل تصميم معماري في الفئة الخاصة بالمحترفين، عن مشروعها “Ecospot” الذي يهدف إلى الحفاظ على التنوّع البيولوجي الحضري من خلال الحفاظ على الأشجار الموجودة، واستخدام المواد المُعاد تدويرها. ويُظهر هذا المشروع حديقةً للتعلّم في بيروت دورها نشر الثقافة حول البيئة وتشجيع إيجاد مسارات مخصَّصة للمشاة. تتألّف الحديقة من مقاعد كبيرة، ومساحة كبيرة للمناقشات العامة وأنشطة تجميع السماد، فضلاً عن مكان مخصص لبيع المنتجات العضوية ولتبادلها.

هذا وفاز كلّ من غوى كيروز ورنا الخطيب بأفضل مشروع طالبي أخضر، وهو عبارة عن حديقة لـ"سوق حضرية" عضويّة تُلقي الضوء على مفهوم "المزارع الحقيقية" للزراعة والإنتاج وتدوير المحاصيل. ويوفّر السوق أيضاً مساحة للتجمعات الاجتماعية بالإضافة إلى توزيع المنتجات الزراعيّة الطازجة والقابلة للاستهلاك. وقالت الخطيب أثناء تقديمها للمشروع إنه إذا ما كانت التكنولوجيات الخضراء متكاملة في سياق الاستدامة، فهي لا بدّ لها أن تحدث فرقاً كبيراً وتحدّ من خسارة المساحات الخضراء.

أما جائزة أفضل عمل فني في فئة "الفن الأخضر" في بيروت، فقد نالها كل من دانييل سوكي، سميحة ماجد، باسكال صالح وجيل ألكسندريا. وقد تألف مشروعهنّ من مجموعة صور تم تجميعها وتفكيكها ثم إعادة صياغتها بشكل متتالٍ للدلالة على التناقضات المُحيطة بمدينة بيروت.

لاقى الحفل اهتماماً واسعاً من قبل الحضور، بمن فيهم الطلاب المتنافسين، والمهنيين، والفنّانين، وغيرهم، وكذلك ممثلي بلديّة بيروت ومركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت. وفي هذا السياق، قال أحد المشتركين ممن لم يحالفهم الحظ إن المسابقة شكّلت فرصة ممتعة ومفيدة له لأنها ساعدته على تقديم أفكار مبتكرة وتفاعليّة للحفاظ على الطبيعة وإحداث تغيير إيجابي في المجتمعات.

وفي كلمة لها، أشادت رئيسة الغرفة الفتيّة الدوليّة لعام 2019 دانييل رفول بدور مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت في تحويل هذه المبادرة إلى حقيقة، متأمّلة أن يتمّ تنفيذ المشاريع الفائزة. وقالت إن مشروع “I Green Beirut” سمح لنا أن نحدّد وجود مشكلة في مجتمعاتنا وبالتالي جمع أصحاب المصلحة المختلفين، بمن فيهم الشباب، لخلق تأثير إيجابي ومستدام في المجتمعات.

هذا وأتاحت هذه المبادرة للجنة التحكيم فرصة جيّدة لزيادة الوعي البيئي لديهم وحث الشباب على اقتراح أفكار مبتكرة لمدينة أكثر خضاراً، ومستدامة، وصديقة للبيئة. وفي هذا الإطار، قال وسام ملحم، أحد أعضاء لجنة التحكيم، "إن الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في هذه المبادرة هو زيادة الوعي بالقضايا البيئية الحيويّة من خلال استخدام مقاربة إنسانية للأماكن العامة."

من ناحيته، علّق زياد أبو شاكر، مهندس بيئي وصناعي معروف، على المبادرة قائلاً إنها "استثمرت في المواهب الشابة والمجتمع اللبناني النابض بالحياة بشكل عام. كما أثبتت أنها فعّالة وبنّاءة لأنها ساعدت في تبادل المعرفة والخبرات في المجالات البيئية والمعماريّة."

وفي ما يتعلّق بالخطوات اللاحقة لهذه المبادرة، قالت جيسيكا هبر، مديرة مشروع I Green Beirut، "إن الغرفة الفتيّة الدوليّة ستقوم مع شركائها بتنفيذ أحد المشاريع الفائزة من أجل توسيع المساحات الخضراء العامة في بيروت وزيادة الوعي البيئي لدى المواطنين."

اختتم الحفل بتوزيع شهادات تقدير لجميع المتبارين المتأهلين، وجوائز تقديرية للفائزين الثلاثة، تلا ذلك حفل كوكتيل.

تجدر الإشارة إلى أن النشاط الأول من هذه المبادرة عُقد في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 في أسواق بيروت، حيث شارك فيه حوالي 250 شخصاً، بمن فيهم عائلات وأولاد، ضمن نشاطات ذات الصلة بتعزيز الوعي والمعرفة البيئية، وجلسات لزرع النباتات والأشجار، وغيرها من النشاطات الترفيهية التي دارت خلال اليوم كلّه.

إن جمعيّة الغرفة الفتيّة الدوليّة هي منظّمة عالميّة لا تبغي الربح تضمّ أكثر من مئتي ألف شابٍ وشابّة فاعلين في المجتمع يكرّسون عملهم لإرساء التغيير الإيجابي. وقد نفّذت الجمعيّة إلى اليوم أكثر من 5000 مشروع في 120 بلداً بهدف تقديم الحلول اللازمة للمشاكل المحليّة بغية خلق تأثيرٍ عالمي مستدام.