خاص - تهديد: حكومة قريباً وإلا...

  • شارك هذا الخبر
Thursday, January 24, 2019

خاص - الكلمة اونلاين

فاجأنا رئيس المجلس النيابي نبيه بري عندما أبدى تفاؤله في قرب تشكيل الحكومة وتبنى كلام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعد لقائه بعد ظهر الثلاثاء بان الحكومة ستتبلور بعد أسبوع، الجو التفاؤلي الذي خرج من عين التينة توسع الأربعاء وحط رحاله في كليمنصو التي استقبلت الحريري أيضاً.

إذن القوى السياسية بدأت تبث اجواء تفاؤلية بعد التشنج الذي سبق انعقاد القمة العربية الاقتصادية في بيروت. فهل هذا التفاؤل مصطنع أم حقيقي؟ هل المقصود منه استيعاب حال اليأس والاحتقان لدى الرأي العام أو مبني على معطيات واقعية؟

مصادر وزارية متابعة لموضوع التشكيل كشفت عن اتصالات مكثفة حصلت في الساعات الأخيرة عكست جدية في موضوع التشكيل بعيدة عن المناورات، اذ ان المسؤولين اللبنانيين سمعوا على هامش انعقاد القمة كلاماً قاسياً واستياءً عارما عربياً ودولياً من ان الوضع في لبنان اصبح منهاراً، لاسيما على الصعيدين المالي والاقتصادي نتيجة اللامبالاة اللبنانية لما وصلت اليه الحال، كما تلقوا تهديدات بايقاف كل المساعدات.

من حضر على هامش القمة سمع أيضا تهديداً قاسياً بان سيدر قد انتهى ولن تلتزم الدول المشاركة فيه بفلس واحد في حال تأخرت الحكومة أسبوعاً اضافياً، كذلك الصناديق العربية والخليجية ستوقف المشاريع التي تدعمها في لبنان في ظل غياب الحكومة.

عند هذه المعطيات الخطيرة لابد من المسؤولين اللبنانيين ان يوقفوا الهروب إلى الإمام، وان تتوقف معركة قذف اتهامات التعطيل في ما بينهن لان الوضع لم يعد مقبولا.

لكن هل انتظر المعنيون تهديدا حتى يتحركوا ويسهلوا التشكيل؟

التهديد وحده ليس كافياً، اذ تشير معطيات نقلتها مصادر وزارية وجود فرصة إقليمية مهمة قد تساعد في التشكيل إذا اسرع اللبنانيون للاستفادة منها، قد يكون الوضع الميداني في سوريا مع عودة الانفجارات الإرهابية إلى اكثر من مدينة لاسيما في اللاذقية مع ما ترمز للنظام السوري، وقد تكون هذه العمليات لاسقاط مقولة ان النظام في دمشق قد انتصر، إلى جانب الغارات الاسرائيلية المستهدفة للمواقع الإيرانية وتلك التابعة لحزب الله في دمشق.

تضيف هذه المصادر ان وكيل الخارجية الاميركية ديفيد هايل ابلغ من التقاهم في بيروت عن توافق اميركي روسي حول الوضع في سوريا، والدور الإيراني هناك.

في أي حال فإن سيناريو اليوم يشبه إلى حد كبير السيناريو الذي رافق ولادة حكومة الرئيس تمام سلام، حيث تمت الاستفادة من لحظة سريعة لتشكيل حكومة بعد تأخر استمر احد عشر شهراً، مع فارق بسيط متعلق بتهديد المؤسسات الدولية والعربية بقطع علاقاتها ومساعداتها للبنان في حال استمر التعطيل.

ونتيجة للتسهيل فقد تم التوافق ان تكون الحكومة متوازنة من دون ان يتمتع أي فريق بثلث معطل أو ضامن وإذا صحت المعلومات بان الوزير باسيل تراجع عن الثلث المعطل تكون الحكومة قد اقتربت إذا لم تولد مشكلة جديدة.


الكلمة اونلاين