لا استئناف للعلاقات مع سوريا قبل خروجها من المحور الايراني

  • شارك هذا الخبر
Monday, January 21, 2019

عند قرار الامارات إعادة فتح سفارتها في دمشق في 28 كانون الاول الفائت بعد 7 سنوات من الإغلاق وقطع علاقاتها مع سوريا، ومسارعة السلطات البحرينية الى الاعلان في اليوم نفسه عن إعادة فتح سفارتها في العاصمة السورية، توقّف الحج العربي "المُفاجئ" الى سوريا بعد انقطاع فرضته الحرب والموقف من النظام بلغ ذروته بقرار الجامعة العربية تعليق عضويتها.

وسبق هذان القراران زيارة الرئيس السوداني عمر البشير المفاجئة لسوريا ولقاؤه بالرئيس بشار الأسد، كاسراً بذلك "الحصار الرئاسي" العربي على دمشق منذ العام 2011، اضافةً الى زيارة رئاسية اخرى كان من المُفترض ان يقوم بها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في 10 الجاري، الا انها لم تتم، ومعلومات عن عزم الرئيس العراقي برهم صالح، زيارة سوريا قريباً إلا ان الرئاسة في بغداد اصدرت بيانا يشير إلى عدم وجود ترتيبات لذلك.

ومع ان دمشق وحلفاءها في محور الممانعة سارعوا الى "التهليل" بطلائع موسم الحج اليها وتوظيفه في خانة النصر على المخطط الارهابي الذي كان يستهدفها، وان النظام السوري نجح في اثبات وجوده بوجه الارهابيين وطردهم واستعادة سيطرته على المناطق التي كانت تحت قبضة المعارضة، الا ان حسابات بيدرها لا تُطابق حقل التطورات المتسارعة اقليمياً ودولياً. وتقول اوساط عربية مراقبة لـ"المركزية" "ان ما تعتبره سوريا "طحشة عربية" باتجاهها لم يتحقق، ذلك ان دولا عربية كانت تستعد للالتحاق بالخطوتين الاماراتية والبحرينية لاعادة فتح سفارتها في دمشق، الا انها تريّثت في الوقت الحاضر الى حين اتّضاح المشهد السوري، حتى ان دولة الامارات وفق هذه الاوساط اوقفت اعمال ورشة الاصلاحات التي كانت بدأتها في سفارتها في دمشق بسبب اغلاقها لسنوات".

وتكشف الاوساط نقلاً عن معلومات مسربة من مصادر سياسية محسوبة على سوريا "عن الغاء زيارات لمسؤولين عرب الى دمشق بعد زيارة الرئيس السوداني"، وتعزو ذلك الى التطورات الاخيرة ومواقف بعض الدول، لاسيما قرار الرئيس دونالد ترامب المُفاجئ بسحب القوات الاميركية من الشمال السوري وما تلاه من مواقف تركية في هذا الشأن اعادت العلاقات الثنائية بينهما الى نقطة سلبية".

واظهر قرار ترامب سحب القوات الاميركية من سوريا، عدم وجود اتفاق دولي-اقليمي حول سوريا، واتّضح ان الجانب الاميركي تحرّك في اتجاه المنطقة مع ارسال حاملات الطائرات الى المتوسط ما يعني ان الوضع غير مستقر وان ما يروّجه النظام من معلومات حول الوضع في سوريا غير دقيق، لذلك تريثت الدول العربية في القيام بالخطوة بعدما شجعتها جهات دولية على العودة في اتّجاه دمشق تحت عنوان "عدم ترك سوريا والتقرب من الرئيس الاسد لسحبه من المظلة الايرانية واعادة سوريا الى الحضن العربي ولعب دورها على الساحة العربية.

وينسحب عدم الاتّفاق هذا في قراءة التطورات السورية، على الجانب السوري وحتى الروسي، اذ لم يحسما بعد موقفهما من الوجود الايراني ونفوذه عبر اذرعه العسكرية في الميدان السوري، بدليل ان اسرائيل استأنفت غاراتها فوق سوريا فجراً لاستهداف مواقع عسكرية تابعة لايران و"حزب الله" كما تقول، وهذا ما يؤشر الى ان سوريا لم تُغيّر بوصلتها في اتّجاه طهران رغم الفتور في العلاقات بسبب الوجود العسكري الروسي و"تفرّد" موسكو بامتلاك الورقة السورية من دون شراكة مع احد وتفاوض بها القوى الدولية والاقليمية استناداً الى اتفاق اميركي-روسي لم يُكشف عن تفاصيله حتى الان، باستثناء بعض المعلومات المتداولة عن ان جزءاً منه يُركّز على مسألة خروج ايران واذرعها العسكرية من سوريا ورفع غطاء الحكومة السورية عن هذا الوجود وهو ما تتذّرع به ايران لاستمرارها في الاراضي السورية.

من هنا، تشير الاوساط المراقبة الى "ان عودة العرب الى دمشق تتطلّب قراراً شجاعاً من القيادة السورية يضع حدّاً لايران بوقف العلاقات معها وطرد اذرعها العسكرية كخطوة تفتح طريق العرب باتّجاهها".


المركزية