إغلاق الإدارات الفيديرالية الأميركية الأطول في التاريخ

  • شارك هذا الخبر
Sunday, January 13, 2019

أصبح «الإغلاق» الذي يشل جزءاً من الإدارات الفيديرالية للحكومة الأميركية الأطول في تاريخ الولايات المتحدة بدخوله اليوم الـ22 ليل الجمعة-السبت. وتجاوزت مدة هذا التوقف الجزئي في عمل الحكومة الفيديرالية الذي بدأ في 22 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، الـ21 يوماً التي سجلت في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون عام 1996.


وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد أنه «لن يتسرع» في إعلان حال الطوارئ الوطنية بينما علق مجلس الشيوخ جلساته حتى يوم الإثنين. ولم يتم التوصل إلى اتفاق بين الرئيس الجمهوري الذي يريد 5.7 بليون دولار لبناء جدار على الحدود مع المكسيك للحد من تدفق المهاجرين، والديموقراطيين الذين يعارضون بشدة هذه الخطة التي يعتبرونها «لا أخلاقية» ومكلفة وغير فعالة في مكافحة الهجرة السرية. وكان ترامب صرح خلال اجتماع حول الأمن على الحدود أن «الحل السهل بالنسبة إلي، هو أن أعلن حال الطوارئ الوطنية»، لكنه أضاف: «لن أسارع إلى القيام بذلك لأن هذا القرار يعود إلى الكونغرس».

وتابع الرئيس الأميركي بعد أيام من التكهنات حول اللجوء إلى هذا الإجراء الذي يمنحه صلاحيات استثنائية: «إذا لم يتمكنوا من ذلك، فسأعلن حال الطوارئ الوطنية. لدي الحق المطلق في ذلك». وسيؤدي إجراء من هذا النوع إلى إغراق الولايات المتحدة في عاصفة سياسية وقضائية. وفي الكونغرس لا تلوح في الأفق أي بوادر لتسوية إذ إن مجلس الشيوخ علق جلسته ولن يجتمع من جديد قبل يوم الإثنين.

والعواقب واضحة وتتمثل في أن 800 ألف موظف في الإدارات الفيديرالية التي يشملها الإغلاق لم يتلقوا رواتبهم للمرة الأولى، فمند 22 كانون الأول اعتبر نصفهم «غير أساسيين» وفرضت عليهم إجازات غير مدفوعة. أما النصف الآخر فواصل وعمله لكنه لم يتلق أجور في منتصف الشهر كما هي العادة، بل في نهاية كانون الأول. لكن مجلس النواب أقر بأغلبية ساحقة قانوناً تبناه مجلس الشيوخ من قبل، يضمن دفع أجور الموظفين الفيديراليين بمفعول رجعي بعد انتهاء «الإغلاق».

وهذا النوع من الإجراءات عادي في الولايات المتحدة عندما تشهد البلاد أزمة موازنة كهذه، لكنه لا يشمل ملايين المتعاقدين الذين تضرروا أيضا بـ»الإغلاق»، الذي يطال عدداً من الوزارات الأساس مثل الأمن الداخلي والعدل والنقل.

وقال الرئيس الديموقراطي للجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب بيني تومسون إن «اكثر من 200 موظف من الأمن الداخلي، مكلفين حماية مجالنا الجوي ومياهنا وحدودنا، لن تدفع لهم رواتب فوراً بينما هم يعملون».

ودانت النقابات الكبرى للنقل الجوي، الطيارون والطواقم الجوية والمراقبون الجويون تدهور الوضع، مشيرة إلى تزايد الأخطار على أمن البلاد. وبسبب نقص الموظفين، سيتم إغلاق أحد مباني مطار ميامي الدولي بشكل متقطع من السبت إلى الإثنين. وتظاهر أكثر من ألفي موظف في الحكومة حسب النقابات، في واشنطن للتعبير عن قلقهم من تدهور ظروفهم المعيشية.

ونظمت في جميع أنحاء البلاد مبادرات خاصة وعامة عديدة لتقديم وجبات طعام مجانية أو معارض لتأمين عمل للموظفين الذين يواجهون بطالة تقنية.

إلى ذلك، حذر خبراء من أن الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية قد يخفض نمو الوظائف بما يصل إلى 500 ألف وظيفة خلال الشهر الجاري، ويرفع معدل البطالة فوق 4 في المئة ما لم يتم حل المأزق السياسي في واشنطن قبل نهاية الأسبوع. وقال خبراء في بنك «سوسيتيه جنرال» في نيويورك إن عدم استئناف عمل الحكومة بحلول 19 الجاري، قد يؤدي إلى أول انخفاض شهري في عدد الوظائف منذ أيلول (سبتمبر) 2010 ويوقف سلسلة مكاسب للوظائف استمرت 99 شهراً متتالياً.

وأوجد الاقتصاد الأمريكي 312 ألف وظيفة في كانون الأول الماضي، وهو أكبر عدد في 10 شهور. وكثيراً ما يتباهى ترامب بقوة سوق العمل كأحد أبرز انجازاته.