أزمة الصحف في لبنان تتفاقم... ماذا بعد المستقبل؟!

  • شارك هذا الخبر
Saturday, January 12, 2019


عكس إعلان إدارة صحيفة "المستقبل" عن توقف طبعتها الورقية واستمرارها كموقع إلكتروني، ابتداء من مطلع فبراير المقبل، عمق الأزمة المالية التي تعاني منها الصحافة اللبنانية منذ سنوات عدّة من جهة، والأزمة المالية لدى رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من جهة أخرى.

ووصف سياسي لبناني توقف "المستقبل" بأنه "أزمتان في أزمة واحدة هي أزمة لبنان".

ولخص السياسي في تصريح لـ"العرب اللندنية" أزمة لبنان في جانب منها بالقناعة العربية بأنّ البلد "ساقط عسكريا وسياسيا" في يد إيران.

ولاحظت مصادر سياسية أنّه في وقت تعمل فيه إيران بقوة على تركيز وجودها اللبناني على كلّ الصعد، بما في ذلك المجال الإعلامي، يتراجع خصومها يوميا أمامها لأسباب عدّة. ومن بين هذه الأسباب غياب الدعم العربي للإعلام اللبناني المستقل عن إيران.

وأشارت هذه المصادر إلى أن إيران تتعامل مع الوضع اللبناني بدقّة وذكاء وأعطت مثلا على ذلك توقف صحيفة "السفير" عن الصدور قبل عامين.

وأوضحت في هذا المجال أنه إذا كانت "السفير" محسوبة على الخط الإيراني، فإن توقفها سمح لإيران بتركيز دعمها على صحيفة واحدة هي "الأخبار" وزادت فعاليتها، بل صارت تمارس شبه احتكار للصحافة المكتوبة، في ظل غياب "السفير".

وأبدت المصادر نفسها تخوفها من أن ينسحب توقف "المستقبل" وصدورها الإلكتروني على وسائل إعلامية أخرى ما زالت تسعى إلى البقاء خارج الهيمنة الإيرانية كلّيا مثل "النهار" و"الشرق" و"اللواء" وذلك بعد توقف "الأنوار" قبل أشهر قليلة.

وأثرت الأزمة المالية على معظم الصحف اللبنانية وأدت إلى إقفال بعضها وتقليص نفقات بعضها الآخر، إلا أن أزمة صحيفة "المستقبل" مرتبطة بالأزمة المالية التي أصابت مؤسسات الحريري الاقتصادية والسياسية، وأن قرار وقف الطبعة الورقية للصحيفة يأتي بعد تأخر إدارة صحيفة وتلفزيون "المستقبل" عن دفع أجور العاملين منذ مدة.


العرب اللندنية