لبنان يبدأ المعركة الآسيوية من بوابة قطر

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, January 9, 2019

بعد استضافته نسخة 2000 وخروجه المخيّب من الدور الأول، يشارك لبنان في كأس آسيا لكرة القدم 2019 مع جيل يبحث عن باكورةِ انتصاراته في بطولةٍ بلغها للمرة الأولى من بوابة التصفيات.
وجاءت المشاركة الأولى ضعيفةً على رغم الإستفادة من تجنيس 6 لاعبين برازيليّين، فيما ركّز المدرب الحالي المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش على الإنتشار اللبناني، ليرفدَ المنتخب بلاعبين ترعرعوا في الملاعب الأوروبية.

ويرى القائد السابق للمنتخب رضا عنتر، الذي كان في عداد منتخب عام 2000، أنّ «سببَ الإخفاق إداريّ وليس فنيّاً، لأنّ المنتخب حينها كان ممتازاً، إنما تأثر بتغيير المدرب المصري محمود سعد باليوغوسلافي يوسيب سكوبلار وتجنيس لاعبين عاديّين جداً، بالإضافة لإيقاف موسى حجيج وقتها، قبل استدعائه لاحقاً». ويضيف عن الجيل الحالي «نملك جيلاً جديداً غالبيتهم لعبتُ بجانبهم قبل سنوات تحت إشراف المدرب الألماني ثيو بوكير، والآن أصبحوا ناضجين أكثر وخبرتهم أعلى، والبعض احترف وعاد».

وتضمّ التشكيلة النهائية 6 لاعبين يحترفون خارج لبنان، أبرزهم لاعب وسط هايدوك سبليت الكرواتي باسل جرادي، مدافع النصر الإماراتي جوان الأومري، والشقيقَان جورج فليكس وروبرت ألكسندر ملكي الناشطَان في صفوف إيسكلستونا الصاعد حديثاً إلى الدوري السويدي الممتاز، فضلاً عن لاعبين محليّين كانت لهم تجربة خارجية، مثل قائد المنتخب حسن معتوق المحترف طويلاً في الإمارات، وسمير أياس لاعب وسط سسكا صوفيا البلغاري السابق.

ويضيف عنتر، لاعب هامبورغ وفرايبورغ وكولن في ألمانيا سابقاً، «هذه البطولة الهامّة، فرصة لهم لكونها متابعة من غالبية الكشافين، وأنا بعد آسيا 2000 احترفت، وأرى أنّ المنتخب الحالي أفضل من سابقه».

طفرة لبنانية
فهذه الطفرة في الإعتماد على اللاعبين الآتين من دول الإنتشار جاءت بعد النتائج المفاجئة في تصفيات مونديال البرازيل 2014، حيث بلغ لبنان حينها الدور الحاسم على حساب الإمارات والكويت، فضلاً عن تحقيقه نتائج لافتة في تلك الآونة كالفوز على كوريا الجنوبية وإيران. كما أنه كان قريباً من المشاركة القارّية قبل 4 سنوات في أستراليا 2015، إلّا أنه تخلّف بفارق هدف واحد عن الصين.
وهذه المرة خاض المنتخب التصفيات المزدوجة، فودّع من السباق نحو مونديال روسيا إلّا أنه انتزع التأهل الى نهائيات الإمارات بجدارة إثر 5 انتصارات وتعادل وحيد، وتصدّر مجموعته أمام كوريا الشمالية التي يواجهها مجدداً في الإمارات، وهونغ كونغ وماليزيا.
ويفتتح لبنان مبارياته مع قطر اليوم، عند السادسة مساءً (بتوقيت بيروت) على ملعب «هزاع بن زايد» في العين، ضمن المجموعة الخامسة التي تضمّ أيضاً السعودية وكوريا الشمالية.
وتحدّث المدرب رادولوفيتش لوكالة فرانس برس عن الفوارق الكبيرة بين فريقه والمنتخبات المنافسة، «المنتخب السعودي يُعدّ مرشّحاً للقب، لا سيما إثر مشاركته الجيدة نسبياً في مونديال روسيا الفائت، والقطري يحضّر منتخباً قوياً لنهايات كأس العالم المقبلة على أرضه، والمنتخب الكوري الشمالي سيكون مغايراً عن الذي واجهناه في التصفيات».
ويؤدي الإستقرار الفني داخل الفريق دوراً كبيراً في هذه النتائج الإيجابية في العامين الأخيرين، حيث يقود المدرب رادولوفيتش منتخب لبنان منذ أيار 2015، وكانت نتيجة هذا الإستقرار سلسلة مميّزة من النتائج، قادت لبنان إلى المركز التاسع آسيوياً والـ81 عالمياً في التصنيف الدولي الذي يُصدره الإتحاد الدولي «فيفا».

عُقمٌ هجوميّ
وأقام لبنان معسكرين أساسيّين في فترة التحضيرات في أستراليا قبل شهرين ثم البحرين، وخاض 6 مباريات إعدادية، إلّا أنّ اللافت كان طريقة اللعب المتحفّظة على نحو محكم التي اعتمدها المدرب، ما يعطي انطباعاً عن كيفية خوضه للمباريات في النهائيات.
واللافت هو عدم تسجيل أيّ هدف في المباريات الخمس الأخيرة، إذ خسر أمام الكويت والبحرين 0-1 وأستراليا 0-3، وتعادل سلباً مع أوزبكستان وعمان. ويعود آخر هدف دولي للبنان الى أيلول الفائت عند الفوز على الأردن 1-0 في عقر داره، سجّله مهاجم نادي بروملي الإنكليزي عمر شعبان بوغيال الغائب بداعي الإصابة.
على الرغم من ذلك، يؤكد رادولوفيتش أنه «راضٍ عن التحضيرات، وكذلك عن خطة اللعب التي نتبّعها، 3-4-3. ليست دفاعية بل شاملة، نعم أخفقنا في التسجيل في المباريات الأخيرة لكن هذا لا يعني أننا نتحفّظ دفاعياً، وأؤكد أننا جاهزون للنهائيات».
ويُعدّ معدل أعمار التشكيلة اللبنانية والبالغ نحو 28 عاماً، مرتفعاً نسبياً، حيث سيكون الحارس الثاني مصطفى مطر (23 عاماً) الأصغر سناً.
ويرى قائد المنتخب حسن معتوق أنّ «المشاركة الحالية ستكون مختلفة، لأنّ الفريق انتزع التأهل بعد تعب وخوض مباريات صعبة وبعيدة». وأضاف لاعب نادي النجمة «ما قدّمه المنتخب خلال ثلاث سنوات متواصلة والإستقرار بين اللاعبين والجهاز الفني، ساعد المنتخب كثيراً».
وتابع «حظوظنا في التأهل موجودة فنحن نمتلك منتخباً جيداً ومنسجماً، والأهم هو تحقيق نتيجة إيجابية في المباراة الأولى، ما يساعد المنتخب في التأهل، وسنسعى للوصول الى الدور الثاني... لأننا نمتلك إمكانات وقادرون على تحقيق المفاجأة».

ليست رحلة سياحية
وخلال المؤتمر الصحافي عشية موعد المباراة شدّد معتوق على أهمية الدعم الجماهيري في الوقت الراهن بالقول إنّ «الجماهير حافز أساسي لنا، وهي لا تشكّل عامل ضغط على اللاعبين»، مضيفاً «لقد أتينا إلى هنا لأننا نريد أن نُسعد كل اللبنانيّين».
وأكد قائد لبنان حسن معتوق الثقة بزملائه اللاعبين في تقديم صورة مشرقة عن منتخب لبنان بعد غياب دام 19 عاماً عن كأس آسيا، معتبراً أنّ مرحلة الإعداد الطويلة للحدث والاستقرار الفني مع المدرب ساهما ايجاباً في رفع مستوى اللاعبين والمنتخب على وجه العموم.
وأكّد على إصرار وعزيمة لاعبي المنتخب والجهازين الفني والإداري قائلاً: «لم نأتِ هنا للسياحة، سنبذل قصارى جهدنا في سبيل إسعاد الجماهير في لبنان، لدينا الثقة والحماسة والجاهزية الفنية والبدنية والمعنوية، قدمنا الكثير من أجل الوصول إلى هذه النهائيات وسنسعى لتجسيد هذا المشوار الطويل بمستوى يليق بنا».
من جهته عبّر رادولوفيتش بأنّ «الكرة هي أحلام ونحن حلمنا كان أن نأتي إلى هنا، نريد تحقيق أحلام الجماهير الكروية اللبنانية، سنقاتل من أجل كل نقطة، ونحن على أتم الجاهزية للقاء الأول»، مضيفاً «تركيزي الأهم على أول مواجهة لنا، سنلعب أمام منافس قوي ويتملك العديد من اللاعبين الأقوياء الذين لديهم الإمكانات العالية، رصدنا أبرز نقاط القوة والضعف لقطر ونتطلّع إلى التعامل مع مجريات اللقاء كما ينبغي لتحقيق نتيجة إيجابية». وعن الإعداد للبطولة قال رادولوفيتش: على مدار 3 سنوات أو أكثر قمنا بتكوين هذا الفريق، اللاعبون لديهم الشغف الكبير والأحلام بتقديم شيء لبلادهم، نعاني من بعض الغيابات على المستوى الهجومي تحديداً، لكننا نملك خيارات أخرى جيدة للتعويض.

تشكيلة متوقعة
ستكون المباراة الأولى أمام «العنابي» بالغة الأهمية للبنانيّين، خصوصاً وأنها ستشقّ لهم طريقاً نحو ثمن النهائي. ويعوّل رادولوفيتش على مهدي خليل في حراسة المرمى، في الوقت الذي يتوقّع أن يبدأ بمدافعين ثلاثة، هم قاسم الزين ونور منصور وجوان الأومري الذي يتوسطهما. وفي وسط الملعب سيلعب جورج فليكس ملكي وهيثم فاعور أو عدنان حيدر، أما على الجهة اليمنى فسيتواجد روبرت ألكسندر ملكي يقابله في الجهة المقابلة علي حمام. وبالنسبة لثلاثي المقدمة فمن المرجح سيبدأ رادو بباسل جرادي على الطرف الأيمن يقابله حسن معتوق ويتوسطهما هلال الحلوة كرأس حربة.

ماذا عن التذاكر؟
بعدما طرحت اللجنة المنظمة لكاس آسيا القسم الثاني من التذاكر المتبقية لمباراة لبنان والسعودية على الموقع الرسمي لبيعها على الإنترنت، تمكّنت رابطة منتخب لبنان في الإمارات من تأمين أكثر من ألفي بطاقة للجماهير اللبنانية. إلّا أنّ ذلك قد لا يكون مانعاً لدخول عدد أكبر بكثير من الذين اشتروا التذاكر، لأنّ أمس كانت تذاكر مباراة السعودية وكوريا الشمالية مباعة بالكامل، ولم يكن هناك سوى بعض المئات من الجماهير السعودية، وباقي المدرّجات شبه خالية.
وببساطة هذا ما سيحدث في مباراة لبنان المقبلة أمام السعوديين الذين اشتروا غالبية التذاكر التي طُرحت على الموقع. وقاموا بالأمر عينه بالنسبة لمباراتهم أمام قطر في المرحلة الثالثة. فأمام العنابي وكوريا الشمالية لن يواجهوا هذه المشاكل لأنّ جماهير المنتخبين لا يمكنها الحضور إلى الإمارات لمؤازرة منتخبيها. والجدير بالذكر أنّ مباراة لبنان اليوم لن يحضرها سوى الجمهور اللبناني من الملعب بسبب التوترات السياسية بين الإمارات وقطر.
علماً أنّ تذاكر مباراة فلسطين وسوريا (انتهت 0-0) منذ بضعة أيام في البطولة عينها وكانت مباعة، ولم يكن هناك مجال لبيعها قبل المباراة للجماهير التي حاولت أن تشتريها على أبواب الملعب. والمدرّجات في هذه المباراة كانت شبه خالية، ما دفع اللجنة المنظمة الى إدخال الجماهير التي تنتظر على الأبواب مجاناً وبدون تذاكر.
لذلك فمن المتوقع أن يحدث ذلك في مباراة لبنان والسعودية، حيث سيُسمح للبنانيّين الذين لم يتمكّنوا من شراء التذاكر، بالدخول إلى الملعب مجاناً.
نظرة على منتخب قطر
تخوض قطر منافسات البطولة بمنتخب يعتمد على مزيج من لاعبي الخبرة والشبان، بمن فيهم عبد الكريم حسن أفضل لاعب في القارة لعام 2018. وقدمت قطر التي تستعدّ لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، نتائج إيجابية منذ تولّي سانشيز مهام تدريبها في 2017.
وعزّز المدرب البالغ من العمر 43 عاماً، التشكيلة القطرية بالعديد من اللاعبين الشبان، ومنح دوراً أكبر للمولودين في قطر بدلاً من التركيز على تجنيس لاعبين أجانب للدفاع عن ألوان المنتخب.
ويُعدّ سانشيز من الضليعين باللاعبين الشبان في قطر، لكونه وصل الى الإشراف على المنتخب الأول بعد مروره بمعظم الفئات العمرية.
ويُتوقع أن يعوّل المنتخب على مدافع السدّ عبدالكريم حسن (25 عاماً) وزميله الجناح أكرم عفيف (22 عاماً) الذي خاض تجربة الإحتراف مع أندية إسبانية (مرتبط رسمياً بصفوف نادي فياريال الإسباني ويدافع حالياً عن ألوان السد على سبيل الإعارة)، والمهاجم المعز علي (22 عاماً) لاعب نادي الدحيل، والذي توِّج هدّافاً لكأس آسيا 2018 دون 23 عاماً.
وكانت أفضل نتيجة للعنابي بلوغ ربع النهائي في لبنان 2000 وعلى أرضه في 2011.


الجمهورية