خاص ــ "الفدرالية".. بين "التيار" والحزب!

  • شارك هذا الخبر
Friday, December 28, 2018

خاص ــ يارا الهندي

الكلمة اونلاين

خلاف التيار الوطني الحر وحزب الله بات واضحا في الكواليس السياسية، ولم يعد يقتصر على الملف الحكومي فقط، بل يتعداه الى أبعد من ذلك.
والملحوظ في الايام الماضية دعوة حزب الله، التيار الوطني الحر، الى ضبط جمهوره على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يستخدم خطابا يدعو الى الفدرالية ويفتح معركة شبه مباشرة مع حزب الله في حين ان المعركة الحقيقية هي في مكان آخر.

لكن لماذا يعتبر الحديث عن الفيدرالية جريمة او عملا شنيعا مرفوضا من قبل فئة من اللبنانيين ؟ ولماذا ابلست الفدرالية ؟ هل هي تدعو الى التقسيم؟

الامين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية د. الفرد رياشي يؤكد للكلمة اونلاين ان الفيدرالية هي نظام اتحادي منبثق من كلمة "ثقة"، والنظام الفدرالي يتواجد في المجتمعات المركبة ذات الوجه التعددي، ولبنان يتميز بالتعددية الطائفية.

فللتعددية أنواع مختلفة في العالم، كالتعددية الثقافية، الطائفية في سويسرا والتعددية العرقية جنوب افريقيا وغيرها..

اما الهدف من النظام الفدرالي، بحسب رياشي، فهو اعطاء مكونات سياسية قادرة على انتاج تمثيل صحيح لها وانتاج قوانين مريحة، وبالتالي يتم التخفيف من حدة الخلاف بين بعضها البعض وتساهم في خفض حدة الصراع بين المكونات السياسية المتواجدة.

اما عن النموذج اللبناني، فهناك محاولة "شيطنة" للفدرالية، والسبب يعود في الفترة الاولى الى ان البعض لديه فهما خاطئا للفدرالية، ويربطها بالتقسيم، والمستغرب في الامر اليوم هو ان بعض الاطراف تطالب بالفيديرالية وبالوقت نفسه تطرح التقسيم وبخاصة خلال الخطابات الاعلامية.

ويعتبر رياشي في حديثه لموقعنا ان الفترة الثانية، اي بعد استحواذ الاحتلال السوري على القرار في لبنان ، كل فئة تطالب بالنظام الفدرالي يتم "شيطنتها"، لكون النظام السوري "البعثي" هو نظام شمولي، يحاول البعض تطبيق هذه الفكرة من خلال عامل القوة، ناهيك عن ان أطراف أخرى لا يناسبها الحد من سلطاتها لأن النظام الفدرالي يخفف من صلاحيات السلطة المركزية تاركا ثلاث سلطات وهي الدفاع الخارجية والنظام المالي. فالبعض يظن ان تطبيق النظام الفدرالي يحد للبعض من صلاحياته.

ومن وقت الى آخر، تطالب بعض القيادات المسيحية بالفيديرالية كخيار مر بحسب رياشي، فاليوم لا يجب التخوف من هذا النظام بل يجب استخدامه كحل نهائي لوجود فيه مكونات تعددية تحد من الخلافات بين المكونات. ولأن كل مكون يشعر بالخطر عندما تسيطر فئة على السلطة المركزية، من هنا تأتي ردة الفعل السبيلة من الجهة المقابلة .

وفي الختام يعتبر رياشي ان النظام الفدرالي، يعزز الوحدة بين المكونات ويفتح المجال لتأسيس دولة فعلية، لانها تحد من السلطة المركزية التي تشكل عامل خطر على خصوصية وجود المكونات الطائفية التي أصبح لها هويتها الخاصة.