خاص- هذا واقع العلاقة الحالية بين عون ونصرالله.. ودور "باسيل" بينهما!

  • شارك هذا الخبر
Thursday, December 27, 2018

خاص- الكلمة أونلاين
علاء حسن

مضى أكثر من اثنا عشر عامًا على توقيع ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر في كنيسة مار مخايل في السادس من شباط عام 2006 الذي سرعان ما تحول إلى تحالف قوي؛ ومنذ ذلك التاريخ ولبنان واجه أكثر الملفات حساسية في مرحلة ما بعد الطائف.
فمن حرب تموز الذي أتت بعد فترة وجيزة من توقيع ورقة التفاهم إلى أحداث أيار عام 2008 إلى إسقاط حكومة الحريري في العام 2011 وبعدها الحرب السورية وصولًا إلى رئاسة الجمهورية وليس آخرها عقدة التمثيل السني المتمثلة باللقاء التشاوري. ملفات كثيرة معقدة كانت كل واحدة منها كفيلة بفك أي تحالف بين الأقطاب السياسية التي لديها وجهات نظر متباينة حول هذه الملفات.

إلا أن هذه المفاصل الاستراتيجية أظهرت عمق العلاقة بين رأسي الهرمين في حزب الله والتيار الوطني الحر والانفتاح الكبير لكل منهما تجاه الآخر برغم الاختلاف في الرؤية السياسية أحيانًا، واضعين على جنب المصلحة الفئوية، منصبين على المصلحة العامة.
ورغم ذلك كان على الدوام من يراهن على فك هذه العلاقة العابرة للطوائف لا لشيء سوى أنه ليس بوسع هؤلاء المراهنين تصور وجود حلف مع وجود خلافات هنا وهناك.

فالعقلية الضيقة لا تتحمل خلافًا على مقعد نيابي مثلما حصل في مقعد جبيل كسروان حين رشح كل طرف مرشحه الخاص وعدم الاتفاق على اسم مرشح واحد، دون أن يترك ذلك تأثيرًا أو ندوبات على التحالف؛ بخلاف ما حصل فعلًا حيث بقي التحالف ولم يهتز.

تعيد أوساط عليمة بشأن هذا التحالف، تماسكه إلى عدد من الأسباب الموضوعية التي دون فهمها لا يمكن وضع تحليل صحيح لهذه العلاقة.
يكمن السبب الأول في أن كلًا من السيد حسن نصرالله والعماد عون يمتلكون قدرة اتخاذ القرار دون العودة إلى أحد وهذا سبب جوهري في خلق ثقة متبادلة بين الرجلين. فما أن يُقنع أحدهما الأخر، يدرك أنه يستطيع الاعتماد على حصول قرار بشأن الأمر المتفق عليه.
السبب الثاني أن كِلا الرجلان يأتيان من مدرسة تقبل بالآخر وبالرأي المعارض وبأن الحوار والتواصل سبيل ناجع لحل المشكلات وليس يضرها أن يكون هناك اختلاف في بعض القضايا التي لا تفسد في الود قضية.
من جهة ثالثة تقول الأوساط العليمة إن لدى كِلا الرجلين رؤى استراتيجية أكبر من التفاصيل الضيقة وبما أنهما متفقان على هذه الرؤى الاستراتيجية أو غالبيتها، فلا تشكل الاختلافات الصغيرة سببًا للبعد أو الجفاء وأن خطوط التواصل المفتوحة والتي بحسب العارفين لم تنقطع لا قبل رئاسة الجمهورية ولا بعدها كفيلة بتذليل العقبات التي تطرأ على العلاقة بين الحين والآخر.

بالتالي فإن العلاقة بين الأمين العام لحزب الله ورئيس الجمهورية، ليست من نوع العلاقة العابرة التي تهتز أو تنقطع لأي سبب.
ثم تأتي العلاقة مع الوزير جبران باسيل الذي يراه البعض مستفزًا في طروحاته وآخرون فئويًا وثالثًا متأرجحًا جل همه الوصول إلى سدة الرئاسة في القادم من الأيام. وهؤلاء الثلاثة لا يدركون أن الوزير باسيل هو أحد أقطاب هندسة العلاقة الاستراتيجية مع حزب الله والركن الأساس في التيار الوطني الحر الذي لن يسمح حزب الله بالمس به لدرجة كسره أو توهينه. فالرجل الطامح إلى الكثير من الأمور يدرك جيدًا كيف يحقق أهدافه دون المس بالعلاقة الاستراتيجية وإن طالت هذه العلاقة بعض من العتب الذي لا يتعدى عتب المتفقين وأن أركان الحزب تدرك مكانة الرجل وأهميته الاستراتيجية.

وتضيف الأوساط لموقعنا بأن كل ما ذُكر لا يعني عدم حصول اختلافات في الغرف المغلقة التي قد يتسرب شيء منها إلى الخارج فيتحول إلى بعض تراشق إعلامي يتولاه مجموعة من كل طرف بإيعاز أو دونه، وهذا ضروري وصحي بالمناسبة؛ لتستقيم العلاقة وتُقوّم بشكل دائم، فلا معنى للتحالف بدون اختلاف ولا معنى للاختلاف بدون تصريح. فلا تستطيع أي من الجهتين الصمت دائمًا عن موقفها المخالف لموقف الحليف خوفًا على "زعله" ولا تستطيع إقناع جمهورها ما لم تُخرج شيئًا من هذه المواقف المتباينة ولا تستطيع التسجيل للتاريخ ما لم تُحمل الآخر مسؤولية مواقفه ولو عبر رسائل غير متبناة.

يبقى أن ركيزة أساسية وجوهرية تبقى الفيصل في هذه العلاقة وهي أن الوحدة الوطنية اللبنانية والخيارات الاستراتيجية التي تؤمن للبنان السيادة الحقيقية والاستقرار على المستويين السياسي والاقتصادي هي الأساس في بقاء هذا التحالف، الأمر الذي يشكل مصلحة حيوية وفلسفة وجودية لكل من حزب الله والتيار الوطني الحر.