كمال ذبيان- لقاء ارسلان - وهاب بداية لتثبيت المصالحة بينهما

  • شارك هذا الخبر
Sunday, December 16, 2018

انهت حادثة الجاهلية وتداعياتها، قطيعة عمرها حوالى 12 سنة بين رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان، ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، حيث قام اكثر من وسيط محلي واقليمي، لاجراء مصالحة بينهما فلم ينجح، حتى قيل ان الرئيس الايراني السابق احمدي نجاد تدخل في هذا الموضوع، كما ينقل رواة سياسيون، وتم تكليف احد الاعلاميين الايرانيين الذي يقيم في لبنان بالمهمة لتقريب وجهات النظر، اضافة الى تدخل القيادة السورية من رأس الهرم، الى محاولات «حزب الله» الدائمة.

وما جمع ارسلان بوهاب، له عنوان عند ارسلان وهو منع استفراد اي طرف حزبي او سياسي حليف لخطنا السياسي، وهو ما ينطبق على «حزب التوحيد العربي»، وفق مصادر قيادية في الحزب الديموقراطي اللبناني، التي تؤكد ان تعاطي الامير طلال مع حادثة الجاهلية، والحملة الامنية المدججة بالعناصر والسلاح، ووقوفه ضدها وادانته لها، حتى لو حصلت مع طرف سياسي خصم، انما انطلاقاً من عدم القبول باسلوب «الغزو» للجبل ولو كان من القوى الشرعية، لان المسألة تتعلق بتبليغ شخص من القضاء ايا كان موقعه السياسي، حتى ولو كان فرداً عادياً، لان للجبل كرامته ولاهله حرماتهم وعنفوانهم، وهذا ما دفع بالنائب ارسلان الى ان يتضامن مع وهاب، الذي لاقاه بالشكر والمودة واعتبارخلده هي المرجعية.

وفي هذا الاطار فتح ارسلان دار خلده لوهاب واستقبله، حيث كانت جلسة مصارحة بين الرجلين وايجابية وجيدة، وكان وهاب فيها جريئاً بان يعترف انه اخطأ «بحق الامير» في بعض المحطات، تقول المصادر، واقر بان خلدة هي السقف الذي يجمع الكل تحته سياسياً، وهو ما اعلنه رئيس «حزب التوحيد العربي» عبر وسائل الاعلام، وفي اثناء حادثة الجاهلية، وفي ذكرى اسبوع على وفاة ابو ذياب.

ولقد وضع ارسلان كل ما حصل في السنوات السابقة وراءه، وقرر ان يواجه محاولات جنبلاط للاستفراد بالقرار الدرزي والغاء الآخرين، ويريد تسليم نجله تيمور الزعامة على «ارض محروقة» تقول المصادر، حتى لو تسبب ذلك باشتباكات امنية، وما حادثة الشويفات الا نموذجاً، وهنا تذكر المصادر، بان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي انزعج ما سماه «الغارة على المختارة»، التي قام بها شبان من «حزب التوحيد العربي» ومناصريه، ونسي ان عناصر من الحزب التقدمي الاشتراكي هاجموا السرايا الارسلانية في الشويفات قبل اشهر، واطلقوا النار باتجاهها، مما ادى الى اشتباكات سقط خلالها علاء ابو فرج، وهنا تأخذ المصادر على وهاب وقوفه الى جانب الاشتراكي، ولم يتضامن مع ارسلان، وقد تسبب ذلك باذى معنوي للحزب الديموقراطي اللبناني، بعد ان تبرع وهاب بانه سيأتي بامين السوقي لو هو لجأ الى سوريا.

فاللقاء الارسلاني - الوهابي في خلدة، فتح صفحة جديدة في العلاقة ما زالت في بدايتها، والتي لن تصل في المدى القريب الى تحالف، تقول المصادر وتشير الى ان ذلك لا يعني ان لا تقدم اتصالات بشأن عقد لقاء موسع لاحزاب وتيارات سياسية وفعاليات متضررة من «الهيمنة الجنبلاطية»، كما تصف المصادر الوضع الدرزي، الذي يستأثر فيه الاشتراكي بكل المؤسسات داخل الطائفة من المجلس المذهبي الى الاوقاف، اضافة الى التوظيف السياسي في مؤسسات الدولة، فيحتكر جنبلاط تعيين رئيس الاركان في الجيش ورئيس جهاز الامن القومي فيه، اضافة الى مراكز اخرى، ثم قائد الشرطة القضائية، وموظفي الفئة الاولى الـ 12، باستثناء موظف واحد حيث يعطيه ذلك حصرية القرار الدرزي، ويمكنه من ان يكون الاقوى داخل الطائفة، مع الاعتراف بتمثيله الواسع داخلها.

فلقاء خلدة ما زال قيد الدرس وسيجري التحضير له، وسيضم القوى الفاعلة على الساحة الدرزية، والممثلة بارسلان ووهاب اضافة الى النائبين السابقين فيصل الداوود وفادي الاعور، والحزب السوري القومي الاجتماعي الذي لا يشارك في اي لقاء او جبهة طابعها طائفي، وتطالب بحقوق طائفية، وفق مصادر القومي الذي لا يمانع بالتحالف بين قوى يجمعها خط سياسي واحد كدعم المقاومة والتحالف مع محورها من سوريا الى ايران.

فمصالحة ارسلان - وهاب، ما زالت في بداية الطريق، وهي بحاجة الى وقت ليتم تثبيتها، كما انه من المبكر الحديث عن تحالف او جبهة، واقامة التوازن مع الحزب التقدمي الاشتراكي، بتجميع القوى وهو ما يتم التداول به، ليس على قاعدة الالغاء، الذي يقر جنبلاط بوجود قوى غيره، وسبق ان تعاون معهم كارسلان نفسه، والحزب القومي في تحالفات سياسية وانتخابية، وفق الظروف السياسية.