أمجد اسكندر- هذه هي القوات التي أحبها وأنتمي اليها

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, December 12, 2018

ماذا يقول القواتيون في السر ماذا يقولون في العلن؟

لو كانت “القوات اللبنانية” حزباً في هذه “الدولة” لما انتسبتُ إليها. ولو كانت حزباً “لهذه” الدولة لرفضتُ هذا الحزب وتلك الدولة معاً.
“القوات اللبنانية” حزبُ كَيانٍ. “القوات اللبنانية” حافِظةٌ لأوطانٍ، وصانِعةٌ لأنظمةٍ ومُؤسِسَةٌ لدوَلٍ. باختصار هي “وجدانُ الأُمةِ”. “أمُّ الصبي” الذي اسمه لبنان. هي مقاومَةٌ عسكريةٌ حيناً، سياسيةٌ أحياناً، فِكريةٌ دائماً وأبداً.
إنها نمطُ حياةٍ لقِيَمٍ ومبادىء. ولقد أبرمت عقدَ صِيانَةٍ وتَشغِيلٍ لحاضِرِ المسيحيين ومستقبَلِهِم.
تأسيسُ “القوات” في دولةِ “صيغة الـ43 كان مُصادَفَةً غيرَ سعيدة. ثابتةٌ هي في “دولة الطائف” العابرة. يزول “الطائف” كما زالت “صيغة الـ43″ وتبقى “القوات”.
لكل هذه الأسباب لا تجد “القوات” نفسها مرتاحة في خضم هذه الدولة المتهالكة. وبدورهم المتهالكون لا يرتاحون إليها. وجودنا في برلمانات وحكومات “هذه الدولة”، وجود الضرورة، لا وجود الإقتناع.
وما همنا من هذه الغُربةِ بين أهلنا، فعلى خُطى مسيحِنا، غُرباءٌ نحنُ في أُورشليم الأحبار والكَتَبَة وتجارِ الهياكل. بأثني عشر رسولا غلبَ مسيحُنا روما، ونحن لنا في هذه الأرض أكثر بكثير من اثني عشر شهيداً!
والسؤال الذي يطرحه القواتيون في العلن هو: “لماذا نحنُ حيثُ نحنُ؟”. أما في السر فيتساءلون: “الى متى؟!”. مملكتنا ليست من هذه الأنظمة العقيمة ولا في هذه الدول الإفتراضية. وصابرون نحن. ومجروحون. وكُتِبَ علينا أن نَعُضَّ الجراح.
نريد من شعبنا أن يذهَبَ معنا الى هذه المَذاهِب، والى تلك المَسالِكِ الوَعِرَة، في حين أنه يخاف من أن يأتي إلينا!
مرتاحٌ شعبُنا الى التأفّفِ والنعي والتبرُّمِ والشكوى. مرتاحٌ هو، لأنه “إذا دعا داعش” سيندفع هؤلاء الشبان الى ميادين المعارك، وسيعودون لينتظرهم نثر الزهور على النعوش العشرة الأوائل!
الشهيد الحادي عشر منّا لن يحظى إلا بالشفقة. وويل لشهيدنا الثاني عشر فقد لا يعرِفُ إلا أهلُهُ ورفاقُهُ أنه استُشهِدَ! وسنبقى نموت كما كنا نموتُ من قبلُ. لا نطلبُ نثرَ الزهور ولا الشفقة، كل ما نريده ممن نموت من أجلهم أن نُترَكَ بحالِنا ولحالِنا. هكذا كنا وهكذا سنبقى!