خاص- بين تهديدات وهاب وانسحاب الجيش بقاعا... أين عون كقائد أعلى للقوات المسلحة؟

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, December 5, 2018

خاص- المحرر السياسي

الكلمة أون لاين


لم تنته بعد محاولة كسر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري التي اعتبر ان احد جوانبها يكمن بتوزير ممثل عن اللقاء التشاوري، اي سنّة 8 آذار، حيث اعلن عن رفضه هذه الخطوة معقّبا على رفضه بأنه لن يقبل ان يدفع اثمانا بعد اليوم ولا يزايدنّ احد عليه كزعيم سني وهو الذي توج ذاته "بيّ السنة".

وجاءت حادثة الجاهلية لتصبّ في هذا الاطار، على ما دلت الوقائع المحيطة بها على خلفية مقتل محمد ابو دياب وما تبع ذلك من استثمار على حساب دم الضحية، الذي تفاوتت معطيات مقتله، حيث كشف وزير الداخلية السابق مروان شربل ان الرجل قتل برصاصة طائشة، على ما علم من مصادر امنية مطلعة على الحادثة، فالعملية بحد ذاتها تصنف نظيفة في مفهوم عالم الأمن، اذ هدفت قوى الامن الداخلي من خلالها للتأكيد على ان الجاهلية ليست مغلقة ردا على ما كان يصدر من كلام سابق في هذا المجال، كما انها حملت بعدا بأن شعبة المعلومات تستطيع التحرك على الأراضي اللبنانية كافة وهي التي اوقفت خلايا داعشية وكذلك عملاء إسرائيليين، واخرها العميل الذي حاول اغتيال احد قياديي حماس وغادر الى تركيا، اذ ان وصول قوة من المعلومات لتنفيذ مذكرة احضار بحق وهاب بناء على طلب مدعي عام التمييز بعدما تهرب من التبليغ مرتين لعدم الحضور، ما تطلب هذه القوة منعا لاستضعاف القوى الامنية والتعدي عليها.

إذاً، حققت العملية غايتها بتبليغ الوزير السابق وئام وهاب وغادرت المنزل لعدم تمكنها من ايجاده، لكن محاولة الغدر بها واطلاق النار على العناصر الخلفية في الموكب اوجد حالة فوضى وارباك لدى المسلحين، حيث سقط بو دياب ضحية رصاص قد يكون من جانب محيطين به، في وقت لم يعرف بعد كيفية اصابته في خاصرته من الجانب الخلفي. بعدها بدأت الأمور تأخذ منحى تصاعديا حيث تضامن فريق 8 آذار على ايقاع حزب الله التوجيهي، في حين بدت الدولة في حالة تراجع سياسي نتيجة الخوف من اي تصادم عدا عن ان حالة الالتفاف مع الحريري لم تكن واسعة نتيجة "حرد" شارعه وبعض القوى السياسية التي لا تزال تشعر ان بينها وبينه بعدا، على خلفية مواقف وخيارات سياسية واداء محلي ترك الى حد ما مسافة بين زعيم السنة وبين مكونات مفترض ان تستنفر للوقوف الى جانبه.

إذاً، العملية أعطت انطباعا بأن للحريري هامشا في حماية كرامته من خلال القضاء، الذي استعان بإحدى القوى الأمنية لتنفيذ مهمة تبليغ سياسي عصيّ على الدولة، الا ان المفارقة تكمن في غياب موقف واضح للرئيس ميشال عون، كقائد اعلى للقوات المسلحة، والذي كان ترأس اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الأسبوع الماضي، وكان في عداد الحاضرين، الى الحريري، كل من مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عثمان ورئيس شعبة المعلومات العقيد خالد حمود.

إذ، وفي مقابل ارتفاع لهجة وهاب التهديدية تجاه هؤلاء، فإن رئيس مجلس الأمن المركزي وزير الداخلية نهاد المشنوق فقط كان له بيان امن غطاء للعملية الامنية، فيما غاب موقف عون كليا منذ وقوع الحادثة بما قلص الغطاء المفترض ان يحصل عليه القضاء والقوى الامنية، وذلك بعيدا عن تضامنه الى حد ما مع الحريري فيما يتعرض له من تهديدات وشتائم، لا بل انه في ظل موجة التهديد التي اطلقها وهاب باتجاه اركان الدولة السياسيين والقضائيين والأمنيين يحضر وزير البيئة طارق الخطيب، المحسوب على عون، للتعزية في الجاهلية، وهي خطوة انسانية اجتماعية محقة، لكن بدا الأمر للأوساط السياسية والشعبية وكأن عون منحاز في هذا الواقع على حساب المعنويات المطلوبة للقضاء وقوى الأمن، سيما انه سواء كانت الخطوة "زائدة أو ناقصة" فمن المفتترض تأمين الحماية والغطاء للقوى الأمنية ومن ثم اللجوء الى اجراءات وتحقيقات لمعرفة الثغرات، لكن يحصل ذلك في ظل تأمين الدعم الكامل لمؤسسات الدولة وأذرعتها التنفيذية، سيما ان إشكال الجاهلية تزامن مع اخلاء الجيش اللبناني لنقاط عدة في البقاع الشمالي اثر تهديدات تلقاها، وتبع الأمر إحراق النقاط والحواجز بعد مغادرته لها دون صدور اي موقف من "الرئيس القوي" كقائد اعلى للقوات المسلحة وهي التي بدا عليها انها "يتيمة سياسيا" في ظل حاجتها الى دعم واسع لما تقدمه جميعها، سواء الجيش او قوى الأمن أو غيرها من انجازات وشهداء للحماية بالحد الممكن لأمن الوطن والمواطن.

في المقابل، تقول اوساط محيطة بعون انه يفضل ان تهدأ الامور وتأخذ مجراها، حيث ان وهاب تعهد بالمثول امام القضاء، ودخل وزير العدل سليم جريصاتي على خط هذا الموضوع.